لا تبْكِ رَسْماً بجانبِ السّنَدِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لا تبْكِ رَسْماً بجانبِ السّنَدِ، | ولا تجُدْ بالدموعِ للجَرَدِ |
و لاتُعَرّجْ على مُعَطَّلَـتة ٍ | ولا أثافٍ خلَتْ، ولا وتدِ |
ومِلْ إلى مجْلِسٍ على شَرَفٍ | بالكَرْخِ بين الحديقِ ، معتمَدِ |
ممهَّدٍ صُفِّفَتْ نمارقُــهُ ، | في ظلّ كرْمٍ معرَّشٍ، خَضِدِ |
قد لحفتْكَ الغصُونُ أرْدِيَة ً، | فيومُك الغضّ بالنعيم نَدي |
ثمّ اصطبحْ من أميرة ٍ حُجِبتْ ، | عن كل عيْنٍ ، بالصّوْنِ والرّصَدِ |
لم يرَهَا خاطِبٌ، فيُمنَعَها، | ولا دَعاهُ لها أخو فَنَدِ |
محْجوبَـة ٌ ، في مَقِيلِ حوْبَتها ، | تسعينَ عاماً محْسوبة َ العَددِ |
لم تعرف الشمسُ أنها خُلقتْ، | ولا اختلافُ الْحَرورِ والصَّرَدِ |
بين فَسيلِ يحفّها خَضِـلٍ ، | وبينَ آسٍ بالرّيّ منْفرِدِ |
في كلّ يومٍ يـظلّ قيّمُهـا | مكبَّلاً، كالأسيرِ، في صفدِ |
مُزَمْزِماً حولها، ومُرْتنِماً، | يوجو بصَوْنٍ لها غِنى الأبـدِ |
حتى بذلنا بعقرها مائة ً، | صفراءَ تبدو بكفِّ منتقِدِ |