أرشيف الشعر العربي

يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً

يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً

مدة قراءة القصيدة : دقيقة واحدة .
يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً فيها الدّساكِرُ، والأنهلرُ تطّرِدُ
لَمّا أخَذْنا بها الصّهباءَ، صافيَة ً، كأنّها النّارُ وسطَ الكأسِ تتّقِدُ
جاءتْكَ من بيتِ خمّارٍ بطِينَتِها صَفْرَاءَ، مثلَ شُعاعِ الشمس، ترْتعدُ
فقامَ كاغُصنِ قد شُدّتْ مناطِقُهُ ظَبْيٌ يكادُ من التهْييفِ ينعقِدُ
فاسْتَلّها من فمِ الإبريقِ ، فانبعثت مثلَ اللّسانِ جَـرَى واستمسك الجسدُ
والكأس يضحك في تيجانها الزبد واللّيْلُ يجمعُنا، حتى بدا الأحَدُ
حتى بدَتْ غُرَّة ُ الإثْنَينِ واضِحَة ً، والسّعدُ معترِضٌ، والطالعُ الأسدُ
وفي الثلاثاءِ أعْملْنا المطيّ بها، صَهْباءُ، ما قرَعَتْها بالمزَاجِ يدُ

والأربعاءِ كسرنا حدّ سَورتها

ثمّ الْخَمِيس وصَلْنَاهُ بلَيْلَتِهِ قَصْفـاً ، وتمّ لنَا بالجمْعة ِ العَدَدُ
يا حُسْنَنَا! وبحارُ القَصْفِ تَغْمرنا في لُجّة ِ اللّيلِ، والأوتارُ تغْترِدُ
في مجْلسٍ حوْله الأشجارُ محْدِقة ً، وفي جوانبِهِ الأنهارُ تطَّرِدُ
لا نَسْتَخِفّ بساقينَا لعِزّتِهِ، و لا يردّ عليه حكمهُ أحَدُ
عند الأمير أبي عيسى الذي كمُلَتْ أخلاقه، فهي كالأوْراقِ تُنْتَقَدُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

فأسْقِيهِ إلى أنْ ماتَ سُكراً، شَرَيْتُ الفَتْكَ بالثّمنِ الرّبيحِ،

بأبي أنتَ لي شِفاءٌ، وداءٌ، مَرْحَباً يا سَمِيّ من كلّمَ اللّـ

وجْهُ بنانٍ كأنّهُ قمَرٌ

كأنّما خَدّهُ، والشَّعْرُ مُلْبِسُهُ

ومسْتَـطِيـلٍ على الصّهْبـاءِ بـاكرهَا


المرئيات-١