يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا طِيبَنا بقُصُورِ القُفصِ، مُشرِفَة ً | فيها الدّساكِرُ، والأنهلرُ تطّرِدُ |
لَمّا أخَذْنا بها الصّهباءَ، صافيَة ً، | كأنّها النّارُ وسطَ الكأسِ تتّقِدُ |
جاءتْكَ من بيتِ خمّارٍ بطِينَتِها | صَفْرَاءَ، مثلَ شُعاعِ الشمس، ترْتعدُ |
فقامَ كاغُصنِ قد شُدّتْ مناطِقُهُ | ظَبْيٌ يكادُ من التهْييفِ ينعقِدُ |
فاسْتَلّها من فمِ الإبريقِ ، فانبعثت | مثلَ اللّسانِ جَـرَى واستمسك الجسدُ |
والكأس يضحك في تيجانها الزبد | واللّيْلُ يجمعُنا، حتى بدا الأحَدُ |
حتى بدَتْ غُرَّة ُ الإثْنَينِ واضِحَة ً، | والسّعدُ معترِضٌ، والطالعُ الأسدُ |
وفي الثلاثاءِ أعْملْنا المطيّ بها، | صَهْباءُ، ما قرَعَتْها بالمزَاجِ يدُ |
والأربعاءِ كسرنا حدّ سَورتها | |
ثمّ الْخَمِيس وصَلْنَاهُ بلَيْلَتِهِ | قَصْفـاً ، وتمّ لنَا بالجمْعة ِ العَدَدُ |
يا حُسْنَنَا! وبحارُ القَصْفِ تَغْمرنا | في لُجّة ِ اللّيلِ، والأوتارُ تغْترِدُ |
في مجْلسٍ حوْله الأشجارُ محْدِقة ً، | وفي جوانبِهِ الأنهارُ تطَّرِدُ |
لا نَسْتَخِفّ بساقينَا لعِزّتِهِ، | و لا يردّ عليه حكمهُ أحَدُ |
عند الأمير أبي عيسى الذي كمُلَتْ | أخلاقه، فهي كالأوْراقِ تُنْتَقَدُ |