وصل تقارب منه ثم تباعد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَصْلٌ تُقَارِبُ مِنْهُ ثُمّ تُبَاعِدُ، | وَهَوًى تُخالِفُ فيهِ، ثُمّ تُسَاعِدُ |
وَجَوًى، إذا ما قَلّ عَاوَدَ كُثْرُهُ | بمُلِمّ طَيْفٍ، مَا يَزَالُ يُعَاوِدُ |
ما ضَرّ شَائِقَةَ الفُؤادِ لَوَ انّهُ | شُفيَ الغَليلُ، أوِ استَبَلّ الوَارِدُ |
بَخُلَتْ بِمَوْجُودِ النّوَالِ، وَإنّما | يَتَحَمّلُ اللّوْمَ البَخيلُ الواجِدُ |
أسْقَى محَلّتَكَ الغَمامُ، وَلا يَزَلْ | رَوْضٌ بها خَضِرٌ، وَنَوْرٌ جَاسِدُ |
فَلَقَدْ عَهِدْتُ العَيشَ في أفْنَانِها | فَيْنَانَ يَحْمَدُ مُجْتَنَاهُ الرّائِدُ |
عَطَفَ ادّكارُكَ يَوْمَ رَامَةَ أخدَعي | شَوْقاً، وَأعناقُ المَطيّ قَواصِدُ |
وَسرَى خَيالُكَ طارِقاً، وَعلى اللّوَى | عِيسٌ مُطَلَّحَةٌ، وَرَكْبٌ هَاجِدُ |
هَلْ يُشكَرُ الحَسَنُ بنُ مَخلَدٍ الذي | أوْلاهُ مَحْمُودُ الثَنَاءِ الخالِدُ |
بَلَغَتْ يَداهُ إلى التي لمْ أحْتَسِبْ، | وَثَنَى لأُخْرَى، فهُوَ بَادٍ عَائِدُ |
هُوَ وَاحِدٌ في المَكْرُماتِ، وإنّما | يَكْفيكَ عادِيَةَ الزّمَانِ الوَاحِدُ |
غَنِيَتْ بِسُؤدَدِهِ مَرَازِبُ فَارِسٍ، | هَذا لَهُ عَمٌّ، وهذَا وَالِدُ |
وَزَرُ الخِلافَةِ، حينَ يُعضِلُ حادِثٌ، | وَشِهَابُها في المُظْلِماتِ الواقِدُ |
ألْمَذْهَبُ الأَمَمُ الذي عُرِفَتْ لَهُ | فيهِ الفَضِيلَةُ، وَالطّرِيقُ القَاصِدُ |
وَليَ الأُمُورَ بِنَفْسِهِ، وَمَحَلُّها | مُتَقَارِبٌ، وَمَرَامُها مُتَباعِدُ |
يَتَكَفّلُ الأدْنَى، وَيُدرِكُ رَأيَهُ الـ | أقْصَى، وَيَتْبَعُهُ الأبيُّ العَانِدُ |
إنْ غَارَ، فَهُوَ مِنَ النّبَاهَةِ مُنجدٌ، | أوْ غابَ، فَهُوَ مِنَ المهَابَةِ شَاهِدُ |
فَقَدِ اغتَدَى المُعوَجُّ، وَهْوَ مُقَوَّمٌ | بيَدَيهِ، وَاسْتَوْفَى الصّلاحَ الفاسِدُ |
مَلَكَ العُداةَ، وَأسْجَحَتْ آرَاؤهُ | فيهِمُ، وَعُمّمَ فَضْلُهُ المُترَافِدُ |
نِعَمٌ يُصِيخُ لِطَوْلِهِنّ المُزْدَهِي، | وَيُقِرُّ، مُعترِفاً بهِنّ، الجاحِدُ |
عَفْوٌ كَبَتَّ بهِ العَدُوّ، وَلمْ أجِدْ | كالعَفْوِ غِيظَ بهِ العَدُوُّ الحَاسدُ |
حتّى لَكَانَ الصّفْحُ أثْقَلَ مَحمَلاً | مِمّا تُخَوّفَهُ المُسيءُ العَامِدُ |
قَدْ قُلْتُ للسّاعي عَلَيْكَ بكَيْدهِ: | سَفَهاً لرَأيِكَ مَنْ أرَاكَ تُعَانِدُ |
أوْفَى، فأعشَاكَ الصّباحُ بضَوْئِهِ، | وَجَرَى، فَغَرّقَكَ الفُرَاتُ الزّائِدُ |