يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحـا ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحـا ، | وغدوتُ للّذّاتِ مُطّرِحَا |
فتزَوّدا منّي محادَثة ً، | حَذَرُ العَصَا لم يُبْقِ لي مَرَحَا |
إنّ الإمامَ لهُ عليّ يَدٌ ، | فترَقّبَـا بمسهَّدِ صُبُحَـا |
لا تجمعَـا بي شَمْلَ ذي طربٍ | قد باكرَ الإبريقَ والقدَحَا |
فَلَئِنْ وُقِرْتُ على ملامَتِهِ | لقد ابتذلتُ اللهوَ ما صَلُحَا |
ووَصَلْتُ أسبابي بمُخْتَلَقٍ | رخْصِ البنانِ، مخضّبٍ بِلِحا |
يُزْني العيونَ بِحثسْنِ مُقْلَتِهِ ، | بيروحُ منكوحـاً وما نَكَحـا |
يحثو اللُّهى لكَ من محاسنهِ، | فإذا سنحْتَ لوَصْلِهِ بَرَحا |
ومُدامَة ٍ سجد الملوكُ لَها، | باكرتُها، والدّيكُ قد صدحا |
صرْفٍ، إذا اسْتنْبَطتَ سَوْرتها، | أدّتْ إلى معقولكَ الفرَحَــا |
وكأنّ فيها من جَنادِبِها | فرساً إذا سَكّنْتَهُ رمَحا |
و تنوفَة ٍ يجري السرابُ بها | شارفتها والظلّ قد مصَحَا |
ببُوَيْزِلٍ تزْدادُ جرْأتُهُ | أضَماً إذا ماليتُهُ رشحـَـا |
ولقد ذعرْتُ الوَحشَ يحْمِلُني | مُتقاربُ التقريبِ قد قرِحَا |
عَتَدٌ يَطيرُ إذا هتفتُ بهِ | فإذا رضيتُ بعفوهِ سبَحَا |
و هب الصريحُ له سنابكه | وأعارَهُ التحجيلَ والقَرَحَــا |
يُثْنى العجَـاجُ على مفارقهِ | بمُقَعَّبِ التقريبِ قد قرِحـَـا |
و لقد حزنْتُ فلم أمتْ حزَنــاً | و لقد فرِحْتُ فلم أمتْ فرَحَـا |