قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهمْ | فى الأحاديث شأمة ً ويمينا : |
لم تنيلوا شيئاً ففيمَ شمختمْ ؟ | وعهدنا ذا النّيلِ يشمخ فينا |
إنَّ كِبْرَ الفتَى ولا فضلَ فيهِ | عندَ أهل النُّهَى يكونُ جنونا |
ـرُكُهُ النّاسُ | كلُّهم فاتركونا |
في غدٍ يرجعُ الغنيُّ فقيراً | وهزيلاً مَن كانَ ليسَ سمينا |
لم يكن من شراكمُ وتدلّسـ | ـتمْ على ناظريهِ إلاّ غنينا |
وظننّا بكمْ جميلاً ولكنْ | " أكذبتْ " منكمُ السّجايا الظّنونا |
وَوَرَدْنا فلم تكونوا مَعيناً | وهززنا فلم تكونوا غُصونا |
ما رأينا منكمْ وأنتم على أفْـ | ـضلِ ما تبتغون إلاّ مَهِينا |
عبقاً بالقبيح ما كانتِ السّو | آت إلاّ موسّماً مزنونا |
لم يكن للدّفاعِ حصناً حريزاً | لا ولا في البِياعِ عِلْقاً ثمينا |
وخصالاً إذا تؤمّلنَ كانتْ | مسخناتٍ " قلوبنا " والعيونا |
ووجوهاً بيضاً فإنْ سُئِلوا الخَيْـ | ـرَ وما هنَّ أهلُهُ عُدْنَ جُونا |
عَجَزوا مُعظمَ الزّمانِ، فلمّا | قدروا بعد عجزهمْ ظلمونا |
وتراهمْ عن كلّ خيرٍ نكولاً | وعلى الشّرِّوحده قادرينا |
ليس وعدٌ منهمْ وإن غِلطُوا بالـ | ـوعدِ يوماً كانوا له ماطلينا |
وهُمُ الواجدون حتى إذا ما | سئلوا الرّفدَ أصبحوا عادمينا |
نتمنّى من لُؤْمِهِمْ أنَّهمْ لم | يرفدونا وأنّهمْ حرمونا |
والذى ذاق مرّهمْ يتمنّى | بدلاً منه أن يذوق المنونا |
أرنى منهمُ وخذ مهلة طو | لَ مدى الدَّهرِ واحداً مأمونا |
وقريناً أكون فرداً فأرضا | هُ أنيساً لِوَحْشَتي وقَرينا |
كلُّ مَنْ قرَّبوه قرَّبَ نَهْداً | هَرَباً منهُمُ وإلاّ أمونا |
لا ولا ناكثاً لبَيْنٍ ثنايا | هُ ولا قارعاً لبُعْدٍ جَبينا |
وإذا ما جُفونُنا سِلْنَ حُزْناً | لنواكمْ فلسنَ منّا جفونا |