لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعللِ | فالعمرُ أقصرُ أوقاتاً من الشُّغُلِ |
وما السُّرورُ على خَلْقٍ بمتَّئدٍ | وما النّعيم على الدّنيا بمتّصلِ |
قضى الزّمانُ بأن يبتزّ نحلته | ما يبرم الصّبحُ تعريه يدُ الطّفلِ |
أقولُ إذ لامَني في الحبِّ جاهلُه: | لو كنتَ لاقيتَ ما ألقاه لم تقلِ |
خفّضْ عليك فإنّى غيرُ منعطفٍ | على ملامٍ ولا مصغٍ إلى عذلِ |
إذا نزعت هوًى فى ثوب غرّته | فإنَّ سِرَّ الصِّبا في خمرة ِ الغَزَلِ |
وشافعُ الحبِّ لا تنفكُّ طاعتُه | أدنَى إِلى النَّفس من همٍّ إِلى جَذَلِ |
لا تأنسنَّ بلينِ الصَّعبِ في كَلَفٍ | فاللَّيثُ يَصبو ويَعلو منكِبَ البَطَلِ |
ولا يغرّنك حلمٌ فى مواطنه | فالدَّهرُ يُغضي ويقضي أعضلَ العُقَلِ |
وكيفَ يُدنَى منَ التَّشميرِ في حَدَثٍ | مَن داؤهُ في ظهورِ الخيلِ والإبلِ؟ |
أدنَى شعارَيْهِ درعٌ في تفضُّلِه | وكفّه منبتُ العسّالة ِ الذّبلِ |
يرضَى النِّجادَ بديلاً من تَمائمهِ | وأحمر النّقعِ من محمرّة ِ الحللِ |
ولا وسادَ له إلاّ جوارحه | ولا يمهّد إلاّ جلدة َ السّبلِ |
ما يَعجُمُ الخطبُ لي عُوداً على خَوَرٍ | ولا يكشِّفُ منّي القلبُ عن وَهَلِ |
ولا امتطيتُ صنيعاً ذُمَّ راكبُه | ولا أدار لسانى القولَ فى خطلِ |
هيهات أرهب من هذا الورى أحداً | وقد رأيت شمولَ العجز والفشلِ |
إِنَّ الرِّجالَ وإِنْ راعتْك كثرتُهمْ | إذا خبرتهمُ لم تلفِ من رجلِ |
من لم تكن غاية َ العلياءِبغيته | فلن ألابسهُ إلاّ على دخلِ |
للَّهِ يومٌ أتاني وهْوَ مبتسمٌ | لقيتُ فيه نفوسَ القومِ بالأجلِ |
على حصانٍ ، حصينٌ منْ تجلّله | كأنّه قد تعلّى ذروة َ الجبلِ |
رحبِ الجبين قصيرِ الظّهر من سعة ٍ | كأنّ راكبه منه على الكفلِ |
لمّا طلعتُ بصدقِ العزمِ مُشتملاً | رأى الكماة بوجهى مالئ المقلِ |
وغرّة ُ الشّمسِ بالقسطالِ فى كللٍ | وبالبصائر خدُّ الأرضِ فى خجلِ |
قل للنّوائب إمّا كنتَ مخبرها : | بينى وبينك قرعُ البيضِ والأسلِ |
في فتية ٍ عشقوا الحربَ العَوانَ فما | يزورُ عشقَهمُ شيءٌ سِوى المَلَلِ |
لا يَرهبون المنايا أنْ تُلمَّ بِهمْ | ولا يخافون يوماً جُرعة َ الثُّكُلِ |
إليكِ عنِّيَ أخلاقَ اللّئامِ فما | يُجيدُ سَمعي إلى نجواكِ من مَيَلِ |
من شاء أن يتحامى الهونُ حوزته | يكنْ بوفدِ الأماني غيرَ مُحتفلِ |
لا يقنُصُ الدَّهرُ قلبي في حبائلهِ | ولا يميل اعتزامى فى صبا أملِ |
لا زلتِ يا أعينَ الحسّاد مطرفة ً | دونى ويا قلبهمْ لا زلتَ فى خزلِ |
مَن يحسدِ المجدَ غَصّانٌ بحسرتِهِ | وعاشقُ المجدِ لا يُلفَى على مَلَلِ |
لا تنظرَّنَّ امرأً من غيرِ حاسدهِ | فليس يدرك صدقاً ناظرُ الحولِ |