غلس الشيب أو تعجل ورده
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غلّسَ الشّيبُ، أوْ تَعجّلَ وِرْدُهْ، | وَاستَعَارَ الشّبَابَ مَنْ لا يَرُدُّهْ |
لا تَسَلْني عَنِ الصّبَا، بعدما صَوّ | حَ رَوْضُ الصّبَا، وَأَنهجَ بُرْدُهْ |
وَمُعاضُ المَشيبِ يَغدو فيَستَخْـ | ـلِقُ مِنْ عَيشِنا الذي نَستَجدّهْ |
قَاتَلَ الله قَاتِلاتِ الغَوَاني، | بالغَرَامِ المُنْبي عَنِ الغَيّ رُشْدُهْ |
وَالعُيُونَ المِرَاضَ يُوقَدُ عَنهُنّ | جَوًى يُمرِضُ الجَوَانحَ وَقْدُهْ |
وَالخُدودَ الحِسانَ يَبهَى علَيها | جُلَّنَارُ الرّبيعِ، طَلْقاً، وَوَرْدُهْ |
يَتَخَلّى السّالي مِنَ الحُبّ بالشّغْـ | ـلِ، وَيَغلو بصَاحبِ الوَجدِ وَجدُهْ |
وَمن الضّيمِ في هوَى البِيضِ عندي، | أنْ يَوَدّ المَتبولُ مَنْ لا يَوَدّهْ |
لي صَديقٌ أعدَدْتُهُ لصُرُوفٍ | مِنْ زَمانٍ، يُرْبي على مَن يَعُدّهْ |
سَيّدٌ مِنْ بني الحُسَينِ بنِ سَعدٍ، | شَادَ بُنْيَانَهُ الحُسَينُ وَسَعْدُهْ |
وَهوَ المَجدُ لَيسَ يَحوِيهِ مَن لمْ | يَتَقَدّمْ فيهِ أبُوهُ وَجَدّهْ |
مَا نُبَالي أيُّ الحُظُوظِ فَقَدْنَا، | ما تَرَاخَى عَنّا، فأُمهِلَ فَقْدُهْ |
لا تَقيسَنّ حاتمَ الجُودِ في الجُو | دِ إلَيهِ، فَحاتمٌ فيهِ عَبدُهْ |
هَزْلُهُ للسّمَاحِ شيمَتُهُ وَالـ | ـبَذْلُ، وَالحزْمُ، وَالكِفايةُ جِدّهْ |
تَتَكافَا الحَالانِ منهُ، وَمَتنُ الـ | ـسّيفِ، سِيّانِ في الغَنَاءِ وَحَدّهْ |
لا يَزَلْ يُفتَدَى بقَوْمٍ أَرَاهُمْ | غاضَ مَعرُوفُهُمْ وَأُترِعَ رِفدُهْ |
ما تَجارَى الأجوَادُ، إلاّ شَآهمْ | سابقاً، وَاحدُ التّطَوّلِ فَرْدُهْ |
خَيرُ مَا للطّالبينَ لَدَيْهِ، | رَاحةُ اليأاسِ من جَداهمُ، وَبَرْدُهْ |
مَنْ يَشِنْ وَعدَهُ المِطالُ يُناجَزْ | مُنجِحاً أوْ يُزَانُ بالنُّجحِ وَعدُهْ |
وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُناكدُ، حتّى | إنّ فَنّاً مِنَ النّسيئَةِ نَقْدُهْ |
حادَ عَنْهُ المُساجِلُونَ، وَهَابُوا | حَفلَةَ البَحرِ، وَالبِحارُ تُمِدّهُ |