نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ | والرَّكبُ من وَسَنٍ على شُغلِ |
فطنوا لهجركِ إذْ بخلتِ ضحًى | وعموا كرًى عن ساعة البذلِ |
بتنا نجدّ وكيف جدّ فتًى | مسترهنٌ فى قبضة ِ الهزلِ |
أهدي التي خلقتْ كما اقترحتْ | حسناً وما استرضَتْه من دَلٍّ |
كم قد أساءَتْ وهْي عامدة ٌ | فجعلتُها للحبِّ في حِلِّ |
ولقد درى من لا يخادعنى | أنّى صريعُ الأعينِ النّجلِ |
إنَّ الذينَ تَرحَّلوا سَحَراً | قتلوا بذاك وما نووا قتلى |
لم يحملوا يومَ الرّحيل سوى | قلبي العميد بهمْ على البُزْلِ |
وإذا رأيتَ جمالَ غانية ٍ | فهو الذى سرقته من جملِ |
بيضاءُ تفضحُ بالضِّياءِ ضُحى ً | ودجًى بفاحمِ شعرها الجثلِ |
وتنكرتْ لمّا رأتْ وضحاً | متلهّباً فى مفرقى يغلى |
وليننى زمناً بهنّ فمذ | شاب العذارُ كتبنَ بالعزلِ |
فكم ارتديتُ وذا الشّبابُ معى | بغديرة ٍ وبمعصمٍ طفلِ |
فالآنَ ما يَمْشي لغانية ٍ | خَطْوي ولا تَقتادُها رُسْلي |
قُيِّدتُ عنها بالمشيب كما | عقلَ الشّرودُ الصّعبُ بالشّكلِ |
لا تُلزميني اليومَ ظالمة ً | ما ليسَ من عَقْدي ولا حَلِّي |
إنَّ المشيبَ وقد ذُمِمْتُ بهِ | من فعلِ ربِّكِ ليس من فِعلي |
ما إِنْ نزلتُ عليه أَرْحُلَه | وهو الذي وافَى إلى رَحْلي |
من مبلغٌ عنّى لأشكره الـ | ـملكَ العزيزَ وجامِعَ الفضلِ؟ |
والفاعلَ الفعلاتِ ما عهدتْ | بين الأنام وقائلَ الفصلِ |
أنتَ الذي سوَّيتَ مُعتلياً | بالفخر بين الفرع والأصلِ |
لله درّك فى الهياجِ وقد | قامَ الحمامُ به على رجلِ |
والحكمُ للسُّمرِ الطوالِ بهِ | فى القومِ أو للأبيضِ النّصلِ |
والحربُ تعذِمُ كلَّ مُضْطَبِع | بروائها بنيوبها العصلِ |
وهناك من شرّ القنا علقٌ | كالطّلِّ آونة ً وكالوبلِ |
والطّعنُ يفتقُ كلَّ واسعة ٍ | كالباب فاغرة ٍ إلى الأكلِ |
فى موقفٍ زلقٍ تشيب به | لو أبصرته مفارقُ الطّفلِ |
ملآنَ بالآسادِ ضارية ً | غصّان من خيلٍ ومن رجلِ |
كنتَ الأعزَّ به وقد خفضتْ | فيه رؤوس القوم من ذلِّ |
وسَقَيْتَ أُمَاتِ الكماة ِ بهِ | ضرباً وطعناً جرعة َ الثُّكلِ |
حتّى كأنّك لا تخاف ردًى | أوْ لا تعاف مرارة َ القتلِ |
كم قد فرجتَ وأنتَ محتقرٌ | لا تَرتضي مِن ضَيِّقٍ أَزْلِ |
ونفختَ من كرمٍ قضى ومضى | روحاً لنا وقتلتَ مِن مَحْلِ |
وأريتَنا أنَّ الأُلى سُطِرَتْ | نَفَحاتُهمْ كانوا أُولي بُخْلِ |
قد كان فى قلبى وأنت على | شكواك مثلُ صوائبٍ النَّبْلِ |
وكأنَّني لمّا سمعتُ بهِ | حيرانُ مُمتلىء ٌ من الخَبْلِ |
ولو أنّنى أسطيع فديتها | لفديتُها بالنَّفسِ والأهلِ |
وحملتُ ثقلاً لامرئٍ حملتْ | طولَ الزّمانِ يمينه ثقلى |
أنتمْ إذا خفتُ الأذَى عُصُري | وإذا ضَحيتُ فأنتمُ ظِلِّي |
وإذا ضربتُ فأنتمُ جننى | وإذا ضربتُ فأنتمُ نصلى |
وإذاظمئتُ فمن غديركمُ | نهلى ومن جدواكمُ علّى |
ولقد فرغتُ من الأمور معاً | وثناؤكمْ ومديحُكمْ شُغلي |
ولأنتَ من قومٍ إذا وعدوا | سَفّوا عن الإخلافِ والمَطْلِ |
زَحموا الكواكبَ من مراكزِها | ومَشَوا على النَّسْرين بالنَّعْلِ |
والوعرُ كالجردِ المبين إذا | قطعوا مدّى والحزنُ كالسّهلِ |
يا مالكاً لا مثلَ يعدلُهُ | ما في ولائك آخَرٌ مِثلي |
ما كان بعضى فى يدى ْ بشرٍ | فالآنَ خذْ منّي هوى ً كُلِّي |
واسمعْ مديحاً بتّ أنظمه | يميله منك على َّ ما يملى |
أغليتُه دهراً ومذ عَلِقتْ | بك راحتى أرخصتُ ما أغلى |