قلب مشوق عناه البث والكمد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قَلْبُ مَشُوقٍ عَناهُ البَثُّ وَالكَمَدُ، | وَمُقْلَةٌ تَبذُلُ الدّمْعَ الذي تَجِدُ |
تَدْنُو سُلَيْمَى، وَلا يَدْنُو اللّقاءُ بها، | فيَسْتَوي في هَواها القُرْبُ وَالبُعُدُ |
بَيضَاءُ لا تَصِلُ الحَبلَ الذي قَطعتْ | مِنّا، وَلا تنجز الوَعْدَ الذي تَعِدُ |
ظُلْمٌ مِنَ الحُبّ أنّا لا يَزَالُ لَنَا | فيهِ دَمٌ، مَا لَهُ عَقْلٌ وَلا قَوَدُ |
هَلْ تُلْقيَنَي وَرَاءَ الهَمّ يَعْمَلَةٌ | مِنَ العِتاقِ، أمُونٌ، رَسلَةٌ، أُجُدُ |
أوْ أشكُرَنّ أبَا نُوحٍ بأنْعُمِهِ، | وَكَيفَ يشكُرُ ما يَعيا بهِ العَدَدُ |
ألحَقْتَني برجال كُنْتُ أتْبَعُهُمْ، | وَأطْلُبُ الرّفدَ منهُمْ، إنْ همُ رَفدوا |
فصِرْتُ أُجدي كمَا كانَتْ سَرَاتُهُمُ | تُجدي، وَأحمَدُ إفضَالاً كما حمِدوا |
مُقَسِّماً نَشَبي في عُصْبَتَيْ طَلَبٍ: | فعُصْبَةٌ صَدَرتْ، وَعُصْبَةٌ تَرِدُ |
آلَيْتُ لا أجعَل الإعدام حَادِثَةً | تُخشَى، وَعيسَى بنُ إبراهيمَ لي سَنَدُ |
قَدْ أخلَقَ المَجدُ في قَوْمٍ لنَقصِهِمِ | عَنْهُ، وَأخْلاقُهُ مَرْضِيّةٌ جُدُدُ |
مَا إنْ تَزَالُ يَداهُ تُولِيانِ يَداً | بَيضَاءَ، أيْديهِمُ عَنْ مِثلِها جَمَدُ |
موَفَّقٌ ما يَقُلْ فَهُوَ الصّوابُ جرَى | رَسْلاً، ومَا يَرْتَئيهِ الحَزم وَالسّدَدُ |
يُؤيّدُ المُلْكَ مِنْهُ نُصْحُ مُجْتَهِدٍ | لله يُسْرِعُ بالتّقْوَى وَيَتّئدُ |
مُباشِرٌ لصِغَارِ الأمْرِ، لا سَلِسٌ | سَهْلٌ، وَلا عَسِرُ التّنفيذِ، مُنعَقِدُ |
وَلا يُؤخّرُ شُغْلَ اليَوْمِ يَذْخَرُهُ | إلى غَدٍ، إنّ يَوْمَ الأعجَزِينَ غَدُ |
مُحَسَّدٌ بِخلالٍ فيهِ فاضِلَةٍ، | وَلَيسَ تَفترِقُ النَّعمَاءُ، والحَسَدُ |
الله جَارُكَ مَكْلُوءاً، وَمُمْتَنِعاً | من الحَوادثِ، حتّى يَنفَدَ الأبَدُ |
إذا اعتَلَلْتَ ذَمَمْنا العيشَ وَهوَ نَدٍ، | طَلْقُ الجَوانِبِ، ضَافٍ، ظِلُّهُ رَغَدُ |
لَوَ أنْ أنْفُسَنَا اسطاعَتْ وُقيتَ بها، | حتّى تكونَ بنا الشّكْوى التي تَجِدُ |
ما أنْصَفَ الأسَدُ الغَادي مُخاتَلَةً، | وَالرّاحُ تَسرِي، وَجُنحُ اللّيلِ محْتشدُ |
وَلَوْ يُلاقيكَ صُبحاً مُصحِراً لَرَأى | صَرِيمَةً، يَنثَني عَنْ مِثلِها الأسَدُ |
وَصَدّهُ عَنْكَ عَزْمٌ صَادقٌ، وَيَدٌ | طَويلَةٌ، وَحُسامٌ صَارِمٌ يَقِدُ |