قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى | يسحبُ منه مِطْرَفاً مورَّدا |
صنيعَ مَنْ يطمعُ أنْ يُخلَّدا: | جمعتَ ما لابدّ أن يبددا |
إنْ لم يزُلْ في يومِهِ زالَ غَدا | يا جامعاً لغيره محتشدا |
نَضَدتَ مالاً هل نَضَدتَ أمَدا؟ | سيّانِ مَنْ سار يجرُّ العَدَدا |
ومن يَظَلُّ واحداً مُنفرداً | كلاهما مفارقٌ ما وَجدا |
وصائرٌ ما يقتنيهِ قِدَدا | وإنْ أتاهُ حَتفُه لا يُفْتدَى ! |
هيهات ما أغفلنا عنِ الهدى | وأوضحَ الحقَّ لنا لو قُصدا! |
كم نركبُ الوَعْرَ ونَفْري الجدَدَا | ونأخذُ الغيَّ ونُلْقي الرَّشَدا! |
وكم يَرى الراؤون فينا الأَوَدا | قد آن في زهيدِنا أنْ نَزْهدا |
وبعد جَورٍ قد مضَى أنْ نقصِدا | وأنْ نُرى عنِ الدَّنايا حُيَّدا |
صبراً عن الوردِ وإنْ طال الصدى | إنْ فاتَني العِدُّ أبيتُ الثَّمَدا |
و لستُ أرضى بالهجانِ النقدا | أما ترى زماننا ما أنكدا ؟ |
كأنَّنا إذا سألناهُ الجِدا | نُرْحِلُ منه بازلاً مُقيَّدا |
أو نَجتلي الشّمسَ بعينَيْ أرْمَدا | أوْ نَمتري النّارَ بزَنْدٍ أصلَدا |
وصاحبٍ أيقظني ورَقَدا | و رام أنْ يصلحني " فأفسدا " |
يحسُدني ولا أرى أن أُحسَدا | بات يلاحيني على بذلِ الندا |
فقلتُ لمّا لامَني وفَنَّدا | مصوباً وتارة ً مصعدا |
أليس عدلاً بالغنى أنْ أحمدا | بتنا بذاتِ العلمين سهدا ؟ |
نرقُبُ في ليلٍ طويلٍ أَسودا | كأنَّما ذرَّ علينا الإِثْمِدا |
أو كان بالطُّولِ لِزامًا سَرْمدًا | فجرًا كمصقولِ الغِرارِ جُرِّدا |
كأنما الأفقُ به إذا بدا | حال لجيناً لونهُ وعسجدا |
و إنما " ننشد " أوتارَ العدى | بكلَّ عريانِ العذارِ " أمردا " |
ذي همَّة ٍ لم تَرمِ إلاّ صُعُدا | إذا احتذَى بالحمدِ يومًا وارتدَى |
ومدَّ بالبيضِ أوِ السُّمرِ يدا | لم يدنُ من حيزومه خوفُ الردى |
أسُؤددًا ولا أرومُ سُؤدُدا | وما قضيتُ في الأعادي مَوعِدا؟ |
و لم أرمْ طولَ الحياة ِ البلدا | مجتمعاً أحسبُ هماً صردا |
مُزَمَّلاً بكلِّ وِتْرٍ مُكْمَدا | موطئاً للمثقلاتِ الكتدا |
منْ شاء أنْ يعدوَ في ما لي عدا | نَهْضًا فقد أمكنَ ألاَّ تَقْعُدا |
و استلَّ للفرصة ِ نصلاً مغمدا | ورِدْ حياضَ العزِّ فيمن وردا |
فمنْ بغى َ المجدَ " بجدٍّ " أيدا |