أرشيف الشعر العربي

علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ

علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ مازال يقنع بالخيال الطارقِ
صدّتْ وقد نظرتْ سوادَ قرونها عنّى وقد نظرتْ سواد مفارقى
وتعجّبتْ من جنحِ ليلٍ مظلمٍ أنّى رمى فيه الزّمانُ بشارقِ ؟
وسوادِ رأسٍ كان ربعَ أحبّة ٍ رجعَ المشيبُ به طلولَ مُفارقِ
ياهندُ إنْ أنكرتِ لونَ ذَوائبي فكما عهدتِ علائقى وطرائقى
ووراءَ ما شنئتهُ عينك " ضلّة ً " ما شئتِ من خلق " يسرّك " رائقِ
أوميضُ شيبٍ أم وميضُ بواترٍ قَطَّعْنَ عند الغانياتِ علائقي
وكأنَّ طَلعة َ شَيبة ٍ في مَفْرقٍ عند الغواني ضَربة ٌ من فالِقِ
ومُعيِّري شيبَ العِذار وما دَرى أنَّ الشَّبابَ مطيَّة ٌ للفاسقِ
" ويقول : لو غيّرتَ منه لونه ؛ " هيهات أبدلُ مؤمناً بمنافقِ
والشَّيبُ أملأ للصُّدور وإنْ نَبتْ عن لونِه في الوجهِ عينُ الرَّامقِ
وإذا ليالي الأربعين تكاملتْ للمرءِ فهْوَ إلى الرَّدى من حالقِ
ولقد صحوتُ " من الهوى " وسلوته أيّامَ ريعان الشّباب مفارقى
وكَفَيتُ عُذَّالي فليس يشوقُني مَن كان يوماً قبلَ ذلك شائقي
من بعد أن " أوضعتُ " فى سننِ الصّبا وأخذتُ في اللّذّاتِ خَصْلَ السابِقِ
ومشيتُ ملتاثَ الإزارِ كأنّما ساورتُ قهوة َ صابحٍ أو غابقِ
تنزو بى َ النشواتُ كلَّ عشيّة ٍ نزوَ الجنادب فى متونِ حدائقِ
وأخٍ رميتُ إخاءه لمّا نبتْ أخلاقهُ عنّى بفرقة ِ طالقِ
وتركتُه لمّا وجدتُ أديمَه متفرِّياً من قبلِ فَرْيِ الخالِقِ
يرمى إلى َّ وقد ملأتُ ضميره نَدَماً على ما فاتَ لَحْظَ مُسارِقِ
وأنا الذى علمتْ نزارٌ كلّها من بيتها فى رأسِ أرعنَ شاهقِ
وإِذا تتابَعتِ السِّنون فلن تَرى أستارنا مسدولة ً من طارِقِ
وتَرى على كَلَبِ الزَّمانِ جِفانَنا وتعاقُبِ الأضيافِ جِدَّ فَواهقِ
وتخالُ طالعة َ الكواكبِ وَسْطَها قد منطقتْ من نظمها بمناطقِ
وإذا تشاجرت الرّماحُ رأيتنى رحبَ الخطا فى المأزقِ المتضايقِ
وعليَّ من نَسْجِ الأسنَّة ِ نَثْلَة ٌ وعلى كماة ِ الرّوعِ نسجُ يلامقِ
في ظهر سابقة ٍ تَفيءُ عروقُها يومَ الجِراءِ إلى الوَجيهِ ولاحِقِ
وإذا جَرتْ فالبرقُ ليس بمسرعٍ إيماضُهُ والطَّرْفُ ليس بسابقِ
أنمى إلى بيت العلا من هاشمٍ من ذلك الأصلِ الأشمِّ الباسقِ
قومٌ إذا حمى َ الحديدُ عليهمُ يردون أودية َ النّجيعِ الدّافقِ
وإذا هَوَوْا من نجدة ٍ في خُطة ٍ لم يَثْنِهمْ عنها نعيقُ النّاعقِ
وهُمُ غيوثُ صنائعٍ ومجاوعٍ وهمُ ليوثُ مواقفٍ ومآزقِ
وهمُ صدورُ محافلٍ ومجالسٍ وهم بدور مواكبٍ وفيالق
من مبلغٌ عنّى بنى جشمٍ وإنْ كانوا على حكمِ الزّمانِ أصادقى ؟
كم فى صدوركمُ لنا من إحنة ٍ برزتْ فموَّهَهَا لسانُ الناطقِ
" ولكمْ لكمْ بشرٌ تكشّف " غبّه عن شرِّ عاقبة ٍ كخُلَّبِ بارقِ
ومتى أُصِخْ سمعاً لرجعِ جوابِكمْ فإلى كلامِ مواربٍ ومماذقِ
إنّي مَرَيْتُكُمُ فكنتُ كمن مَرَى " جدّاء " لا تسخو بدرّة ِ حالقِ
مافي عهودكُمُ وإنْ وثَّقتُمُ شطنٌ تعلّقهُ يمينُ الواثقِ
والجارُ بينَ بيوتِكمْ كَثِبٌ على الْـ ـأعداءِ نَصْبَ جوائحٍ وبوائقِ
يسرى إليه ضراركم وخصصتمُ مِن دونه بمنافعٍ ومرافقِ
ومتى تَفَكَّر في عطائِكمُ امرؤٌ لم يدرِ، أسخطَه قضاءُ الرّازقِ
ودَرى بأنَّ النُّجحَ ليس لعاقلٍ فينا وأنَّ الحظَّ حظُّ المائقِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف المرتضى) .

منْ على هذه الدّيار أقاما

أودُّ بأنني أبقى ويبقى

من أين زرت خيالَ ذاتِ البرقعِ

يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ

مَن ذا يؤمِّلُ بعدَك الأيّاما


مشكاة أسفل ٢