يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا طَلَلَ الحيِّ بذاتِ النَّقا | من أسهر العينين أو أرّقا ؟ |
قد آنَ والحرمانُ من وصلكمْ | حظّى َ أن أعطى وأنْ أرزقا |
كم قد رأتْ عينيَ في حبِّكمْ | وجهاً مُضيئاً نورُه مُشرقا |
يحقُّ لمّا أنْ رأتْ حسنه | عينيَ أنْ أَهوى وأنْ أعشَقا |
كم أخلقَ الحبُّ وحبّى لكمْ | مارثّ بالدّهرِ وما أخلقا |
قد طرقَ الطَّيفُ الذي لم يكنْ | فى الظنّ أن يأتى َ أو يطرقا |
كم ذا تعدّى نحونا سبسباً | وكم تخطّى نحونا سملقا |
مَهامِة ٌ لو جابَها نِقْنِقٌ | بسرى إلينا أعيت النّقنقا |
خُيِّلَ لي نَيلُ المُنى في الكرى | فكنتُ منه الخائبَ المُخْفِقا |
أرجو من الليلة ِ طولاً كما | أخشى بياضَ الصّبحِ أن يشرقا |
بتُّ أسيراً في يمينِ المُنى | أفرقُ من دائى َ أن أفرقا |
ومسترقّاً بالهوى رقّة ً | يخاف طولَ الدّهر أن يعتقا |
فقل لمن خبّرنى بالذى | أهوى : سقيتَ المسبلِ المغدقا |
لا فضّ من فيك وجنّبتَ أنْ | تظما إلى الرّى ِّ وأنْ تشرقا |
قد كنتُ أخشى مِيتتي قبلَه | فجنّب اللهُ الّذى يتّقى |
فالحمدُ لله على ما كفَى | والشُّكرُ لله على ماوقَى |
والدّهرُ لا تخشاه إلاّ إذا | كنتَ به الأسكنَ الأوثَقا |
أفنَى اليَمانين وكم شَيَّدوا | قصراً وكم أعلَوْ لنا جَوْسَقا |
إنْ كان أعلا زمنٌ معشراً | فهوَ الّذى نكّس من حلّقا |
وودّ من حطَّ على رأسه | بعدَ التَّرقِّي أنه ما ارتقى |
يا راضياً بالأمسِ عن معشرٍ | كيفَ استحلتَ المُغضَبَ المُحنَقا |
وخارقاً من قبلُ رَتْقاً له | وفارياً من قبلِ أن يَخْلُقا |
ما كانَ مَن يأخذُ كلَّ الذي | أعطاهُ إلاَّ العابثَ الأخرقا |