سائلْ بيثربَ هل ثوى الرَّكبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سائلْ بيثربَ هل ثوى الرَّكبُ | أم دونَ مَثْواهُمُ به السَّهْبُ؟ |
ولقد كتمتهُمُ هوايَ بهمْ | والحبّ داءٌ كظمه صَعْبُ |
ياصاحبيَّ ومنْ سعادة من | حملَ الصبابة َ أنْ له "صَحْبُ" |
لا تأخذا بدمي، متى أخذت | نفسي، سوايَ فما له ذنبُ |
مِن عند طرفي يومَ زرتُكُمُ | نفذَ الغرامُ وزارني الحِبُّ |
وإذا رأيتُ الحسنَ عندَكُمُ | دونَ الخلائِقِ كيف لا أصبو؟ |
يَجْني عليَّ ولا أُعاتبُه | مَن ليس ينفعُ عندَه العَتْبُ |
ويصدُّ عنّي غيرَ محتشمٍ | مُتيقِّنٌ أنِّي بهِ صَبُّ |
ووشى إليهِ "بسلوتي" مَذِقٌ | نَغِلُ المودّة ِ صِدقُهُ كِذْبُ |
وشجاهمُ أنّي فضَلتُهُمُ | وعلى الفضائلِ يحسُدُ النَّدْبُ |
أَتَرَوْنَ أني منكُمُ كثِبٌ | هَيهاتَ ما إِنْ بَيْنَنَا قُربُ |
الغابُ يضمرني مكامِنُهُ | ما ليس يُضمرُ مثلَه الزِّرْبُ |
كلاّ ولا الأعضاءُ واحدة ٌ | والرأسُ ليس يُعَدُّ والعَجْبُ |
وإلى فخارِ الملك أُصدِرُها | كَلِماً تسير بذكرها الكُتْبُ |
وبها على أكوارِ ناجية ٍ | نَصَّ المنازلَ عنّيَ الرّكبُ |
والكأسُ لولا أنها جَذبتْ | سُمّارَها ما ذاقَها الشَّرْبُ |
شَبّوا سَناها مُفسدينَ لها | فكأنَّ مِسْكَ لطيمة ٍ شبَّوا |
ملك إذا بصر الرّجال به | عَنَتِ الوجوهُ وقُبِّلَ التُّربُ |
وإذا احْتَبى في رجعِ مَظْلَمَة ٍ | فوقارُه لم يُعطَه الهَضْبُ |
من ذا الذي نال السماء كما | نالتْ يداكَ ففاتَهُ العُجْبُ؟ |
ومن الذي ما حلّ موضعَه | عُجمٌ "بذي" الدنيا ولا عُربُ؟ |
ومن الذي لمّا علا قِمَمَ التّـ | ـدبير دان الشّرقُ والغربُ؟ |
يا من تُعزّ بهزّ راحتِهِ | سُمْرُ الرّماح وتفخر الحربُ |
ويُضيءُ في إظلامِ داجية ٍ | مالا تضيءُ لنا به الشُّهبُ |
وإذا ذكرناهُ فلا وَجَلٌ | يُخشَى ولا همٌّ ولا نَصبُ |
وتُذاد أدواء الزّمان به | عنّا ويُطرد باسمه الجَدْبُ |
ولقد بلوكَ خلالَ مُعضلة ٍ | دَهَمَتْ يُقضُّ بملها الجَنْبُ |
حيثُ استرثّتْ كلُّ مُكَمة ٍ | مَن عَقدُه وتزايَل الشَّعْبُ |
ففرَجْتَها وعلى يديكَ بلا | بَشَرٍ يُعينك نُفِّس الكربُ |
قد كان قبلك مَن لهُ سِيَرٌ | عوجُ المتونِ ظُهورها حُدْبُ |
دَرَستْ فلا خبرٌ ولا أثرٌ | مثلَ الهشيم هَفَتْ به النُّكْبُ |
فالآنَ قد ساسَ الأمورَ فتًى | بمراسها وعلاجها طَبُّ |
ولغيرِها التَّخويفُ والرُّعبُ | |
ونَأَتْ فقرَّبَها على عَجَلٍ | من راحتيكَ: الطَّعنُ والضَّربُ |
قد عبّ فيها الشاربون على | ظَمإٍ ولولا أنتَ ما عبُّوا |
وتلاعبوا " فيما أبّرْتَ" لهم | والجِدُّ يوجدُ بعدَه اللِّعْبُ |
وتراهُمُ يتمعّكون بها | أَشَرًا كما يتمعَّكُ الجُرْبُ |
وأتيتَ مُعتذرًا إلى زمنٍ | فكأنَّما لكَ عندَهُ الذَّنبُ |
ما أنسَ لا أنسَ اهتتزازَك لي | واليومُ تُرفعُ دونه الحُجْبُ |
في مجلسٍ لي فيه دونهُمُ | سَعَة ُ المحلَّة منكَ والرُّحْبُ |
وعلى الأسرَّة منك بدْرُ دُجًى | لي منه عند وساده القُربُ |
فاسْعَدْ بهذا المِهْرَجانِ ودُمْ | أبدًا تنيرُ لنا ولا تَخْبو |
وتَهَنَّأِ الأيامَ آنفة ً | فاليومَ فيكَ لأمّه القربُ |
واطالَ عُمرَ "الأشرفينَ" لنا | وكَفاهُما ووقاهُما الرَّبُّ |
حتى تَرى لهما الذي نظرتْ | عيناك منكَ فإنَّه حَسْبُ |