ألمع برق سرى أم ضوء مصباح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألَمْعُ بَرْقٍ سَرَى أمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ، | أمِ ابْتِسَامَتُهَا بالمَنْظَرِ الضّاحِي |
يا بُؤسَ نَفْسٍ عَلَيْهَا جِدُّ آسِفَةٍ، | وَشَجْوَ قَلْبٍ إلَيها جِدُّ مُرْتَاحِ |
وَيَرْجْعُ اللّيلُ مُبيَضّاً إذا ابَتَسَمَتْ | عَنْ أبْيَضٍ خضلِ السِّمْطَينِ لَمّاحِ |
تَهْتَزُّ مِثلَ اهْتِزَازِ الغُصْنِ أتْعَبَهُ | مُرُورُ غَيْثٍ منَ الوَسميّ سَحّاحِ |
وَجَدْتِ نَفسَكِ مِنْ نَفسي بمَنزِلَةٍ، | هي المُصَافَاةُ، بَينَ المَاءِ والرّاحِ |
أُثني عَلَيكِ فأنّي لمْ أخفف أحَداً | يَلْحي عَلَيكِ، وَمَاذا يَزْعُمُ اللاحِي |
وَلَيلَةَ القَصْرِ، والصّهباءُ قاصرَةٌ | للّهوِ، بَينَ أبارِيقٍ وأقْدَاحِ |
أرْسَلْتِ شُغْلَيْنِ مِنْ لَفْظٍ مَحَاسِنُهُ، | تُدوِي الصّحيحَ، وَلَفْظٍ يُسكرُ الصّاحي |
حيّيتُ خَدّيكِ بل حيّيتُ من طَربٍ | وَرْداً بوَرْدٍ، وَتُفّاحاً بتُفّاحِ |
كم نَظرَةٍ لي خلال الشّامِ لوْ وَصَلَتْ | رَوَتْ غَليلَ فؤَادٍ منكِ مُلتَاحِ |
والعِيسُ تَرْمي بأيديها على عَجَلٍ، | في مَهَمَهٍ مثلِ ظَهرِ التُّرسِ رَحرَاحِ |
تهدي إلى الفَتحِ، والنُّعمى بذاكَ لَهُ، | مَدْحاً يُقَصّرُ عَنْهُ كُلُّ مَدّاحِ |
تَكَشّفَ اللّيلَ مِن لألاءِ غُرّتِهِ، | عَن بَدرِ داجِيَةٍ، أوْ شمس إصْبَاحِ |
مُهَذَّبٌ، تُشرِقُ الدّنيا لطلعتِهِ، | عن أبْيَضٍ مِثلِ نَصْلِ السّيفِ وَضّاحِ |
غَمْرُ النّوَالِ، إذا الآمالُ أكذَبَهَا | ثِمَادُ نَيْلٍ منَ الأقْوَامِ ضَحضَاحِ |
مَوَاهبٌ ضَرَبَتْ في كلّ ذي عَدَمٍ، | بثَرْوَةٍ، وأماحَتْ كُلَّ مُمْتَاحِ |
كأنّما باتَ يَهمي، في جَوَانِبِهَا، | رُكامُ مُنتَثِرِ الحِضْنَينِ، دَلاّحِ |
قَدْ فَتّحَ الفَتْحُ أغلاقَ الزّمانِ لَنَا، | عَمّا نُحاوِلُ مِنْ بَذْلٍ، وإسْمَاحِ |
يَسمُو بكَفٍّ، على العافينَ، حانيَةٍ، | تَهمي، وَطَرْفٍ إلى العَلياءِ طَمّاحِ |
إنّ الذينَ جَرَوْا كَي يَلحَقُوهُ ثَنَوْا | عَنهُ إعِنّةَ ظَلاّعٍ وَطَلاّحِ |
طالَ المَدَى دونَهُ، حتّى لوَى بِهِمُ | عَنْ غُرّةٍ سَبَقَتْ منهُ، وأوْضَاحِ |