سَلا ظَبْيَة َ الوَعْسَاءِ هَلْ فَقَدْتِ خِشْفَا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سَلا ظَبْيَة َ الوَعْسَاءِ هَلْ فَقَدْتِ خِشْفَا | فَإنَّا لمَحَنَا فِي مَراتِعِهَا طَرْفَا |
وقولا لخوطِ البانِ فليمسكِ الصبَا | عَلَيْنَا فَإنَّا قَدْ عَرَفْنَا بِهَا عَرْفَا |
سرتْ منْ هضباِ الشامِ وهيَ مريضة ٌ | فَمَا ظَهَرَتْ إِلاَّ وَقَدْ كاَدَ أَنْ يَخْفَى |
عليلة ُ أنفاسٍ يداوَى بها الجوَى | وَضَعْفَا وَلَكّنَا نُرَجِّي بِهَا ضُعْفَا |
وهاتفة ٍ في البانِ تُملي غرامهَا | علينَا وتتلُو منْ صبابتها صحفَا |
عجبتُ لهَا تشكو الفراقَ جهالة ً | وَقَدْ جَاوَبَتْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَة ٍ إِلْفَا |
وَيُشْجِي قُلوبَ العَاشِقِيْنَ غِنَاؤُهَا | وَمَا فَهِمُوا مِمَّا تَغَنَّتْ بِهِ حَرْفَا |
ولوْ صدقتْ فيمَا تقولُ منَ الأسى | لَمَا لَبِسَتْ طَوْقَاً وَلا خَضَبَتْ كَفَّا |
أَجَارَتْنَا أَذَكَرْتِ مَنْ كَانَ نَاسِياً | وأضرمتِ ناراً للصبابة ِ ما تطفَى |
وَفِي جَانِبِ المَاءِ الَّذِي تَردينَهُ | مواعيدُ ما ينكرنَ لياً ولا خُلفَا |
وَمَهْزُوزَة ٍ لِلْبَانِ فِيْهَا شَمَائِلٌ | جَعَلْنَ لَهُ فِي كُلِّ قَافِيَة ٍ وَصْفَا |
لبسنَا عليهَا بالثنية ِ ليلة ً | منَ السودِ لمْ يطوِ الصباحُ لهَا سجفَا |
لعمري لئنْ طالتْ علينَا فإننَا | بِحُكْمِ الثُّرَيَّا قَدْ قَطَعْنَا لَهَا كَفَّا |
رَمَيْنَا بِهَا فِي الغَرْبِ وَهِي ذَمِيْمَة ٌ | ولمْ تبقِ للجوزاءِ عقداً ولا شنفَا |
كأنَّ الدجَى لمَّا تولتْ نجومهُ | مدبرُ حربٍ قدْ هزمنَا لهُ صفَّا |
كَأَنَّ عَلَيْهِ لِلْمَجَرَّة ِ رَوْضَة ً | مفتحة َ الأنوارِ أوْ نثرة زعفَا |
كأنّا وقدْ ألقي إلينَا هلالهُ | سَلَبْنَاهُ تَاجَا أَوْ فَصَمْنَا لَهُ وَقْفَا |
كَأَنَّ السُّهَا إِنْسَانُ عَيْنٍ غَرِيْقَة ٍ | منَ الدمعِ تبدُو كلمَا ذرفتْ ذرفَا |
كأنَّ سهيلاً فارسٌ عاينَ الوغَى | فَفَرَّ وَلَمْ يَشْهَدْ طِرَادَا وَلا زَحْفَا |
كأنَّ سنَا المريخِ شعلة ُ قابسٍ | تخطفَها عجلانُ يقذفهَا قذفَا |
كَأَنَّ أفُولَ النَّسْرِ طَرف تَعَلَّقَتْ | بهِ سنة ٌ ما هبَّ منهَا ولاَ أغفَى |
كأنَّ نصيرَ الملكِ سلَّ حسامهُ | علَى الليلِ فانصاعتْ كواكبهُ كسفَا |
رَعَى الله غَيْمَا طَبَقَ الأرْضَ جُودُهُ | فَلَمْ يُخْلِ سَهْلاً مِنْ نَدَاهُ وَلا نَعْفَا |
وحيَّا علَى رغمِ الليالي خلائقاً | لَو انْتَحَلَتْهَا مَا ذَمَمْنَا لَهَا صَرْفَا |
وأبلجَ أحيَا دارسَ العدلِ بعدَما | ثَوَى وَشَقَى المَعْرُوفَ مِنْ بَعْدِمَا أَشْفَى |
لَهُ نَشْوَة ٌ فِي الجُودِ حَتَى كَأَنَّمَا | يُدِيْرُ لَهُ العَافِي مُعَتَّقَة ً صِرْفَا |
خفيَّ مرامِ الكيدِ تفري شباتهُ | وما مالَ عنْ نهجِ الوقارِ ولا خفَّا |
تَفَرَّدَ عَنْ أَهْلِ الزَّمَانِ بِمَذْهَبٍ | يَزِيْدُ بِهِ مَسْتُورٌ لُؤمِهِمُ كَشْفَا |
إِذَا أفْقَرُوا أَغْنَى وإِنْ هَدَمُوا بَنَى | وإنْ بخلُوا أعطَى وإنْ غدرُوا أوفَى |
جَرَى سَابِقَا فِي حَلْبَة ِ الجُودِ وَحْدَهُ | وَقَالَ العِدَى كَانَ السَّحَابُ لَهُ رِدْفَا |
جمعتَ علَى المعروفِ شملَ فزارة ٍ | وثقفتَ بالإحسانِ خيلهمُ الخُنفَا |
وَقُدَّتْ إِلَيْهِمْ جُلَّة َ يَمَنِيَّة ً | فَقَدْ حَمَدُوا تِلْكَ المَوَدَّة َ والحِلْفَا |
وَلَو كُنْتَ فِي يَومِ الهِبَاءَة ِ شَاهِداً | لَطَالَ عَلَى نَفْسِ الجَذَيْمِيِّ أَنْ يَشْفَى |
وقدْ أسندتْ كلبٌ إليكَ أمورهَا | فَمَا فَقَدَتْ نَصْراً وَلا عَدِمَتْ عُرْفَا |
وكمْ لكَ فيهمْ منْ يدٍ ملهمية ٍ | إذَا انتجعتْ أرختْ سحائبهَا الوطفَا |
أصابَ سنانَ درَّها وهوَ حافلٌ | وخلفَ للهرماسِ منْ بعدهِ خِلفَا |
مَواهِبُ فِي قَيْسٍ وَقَحْطَانَ لَمْ تَدَعْ | لهَا حافراً يطوي البلادَ ولا خُفّا |
أَقَامَتْ عَلَى الأوْطَانِ تَشْرَبُ مَاءَهَا | نَمَيْراً وَتَرْعَى رَوْضَهَا خَضِلاً وَحْفَّا |
وقدْ بدرتْ في بحترٍ لك غضبة ٌ | منحتهمُ فيها القساوة َ والعنفَا |
فَدانُوا لأطْرَافِ الأَسِنَّة ِ عُنْوَة ً | وَكَانُوا لِقَاحَا مَارَضوا خُطة ً خَسْفَا |
إذَا نظرُوا خصبَ السوادِ ودونهُ | سيوفكَ حارُوا لا أماماً ولا خلفَا |
وَمَا حَلَبُ الوَرْهَاءَ إلاَّ خَرِيْدَة ً | عطفتَ عليهَا ثمَّ طلقتَها ألفَا |
فإنْ ظهرتْ فيها عيوبٌ كثيرة ٌ | فمَا عدمتْ وجداً عليكَ ولاَ لهفَا |
وإنْ كفرتْ آياتُ جودكَ ضلة ً | فَمَا طَلَبْتَ إلاَّ الصَّوَاعِقَ وَالخَسْفَا |
وقدْ عرستْ فيها الخطوبُ مقيمة ً | فلا عدمتْ منْ بعدكَ الجورَ والعسفَا |
لَكَ الخَيْرُ قَدْ وَفَّيْتَ جُودَكَ فَرْضَهُ | وَمَنْ بَذَلَ المَجْهُودَ فِي شُكْرِهِ وَفَّي |
وَلِي فِيْكَ مِنْ غُرِّ القَوَافِي فَضَائِلٌ | تقبلُ أفواهُ الرواة ِ لهَا رشفَا |
يَنِمُّ بِهَا طِيْبُ النَّسِيْمِ إِذَا هَفَا | وينشرُها نورُ الرياضِ إذَا رفّا |
وَمَا أَدعِي دُرَّ الكَلامِ لأنَهُ | صِفَاتُكَ إِلاَّ أَنَّنِي أحْسِنُ الرَّصْفَا |