خليليَّ خلينَا الصبَا وتعاقلنَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خليليَّ خلينَا الصبَا وتعاقلنَا | فيا ليتَ شعري هلْ يعودُ كمَا كنَّا |
وهيهاتَ حالَ الهمُّ دونَ مراحِنا | وَفَارَقَنَا شَرْخُ الشَّبَابِ وَفَرَّقْنَا |
سَقَى الله أَيَّامَ السِّبَاحَة ِ رِيَّهَا | مداماً فإنَّ اللهَ قدْ أرخصَ المزنَا |
وحيَّا زمانَ الأصمعيِّ ونظرة | إلى الدَّيْلَمِي غَادَرَتْ بَيْنَنَا ضِغْنَا |
وَلَيْلَتَنَا بِالبُرْجِ مِنْ حِصْنِ صَمَّع | رَعَى الله ذَاكَ اللَّيْلَ وَالبُرْجَ وَالحِصْنَا |
وحربَ أبي عمروٍ ودارَ ابنِ ثعلبٍ | فَكَمْ قَدْ عَلِمْنَا فِي الجُنُونِ بِهَا فَنَّا |
وليلاً قصرنَا بالقريطيِّ طولهُ | إذَا شددَ الميمات في شدوهِ صحنَا |
وقولَ عليٍّ للنيامِ تعرفا | عَلَى الجَسَدِ المَقْرُورِ وَالمُقْلَة ِ الوَسْنَا |
معاهد أتراب الصبا وملاعب | أجَدَّ لَنَا ذَكْرُ السُّرُورِ بِهَا حُزْنَا |
لَيَالِيَ لا نَخْشَى مِنَ التُرْكِ غَارَة ً | وَلا نَبْتَغِي فِي وَصْلِ أَحْبَابِنَا إذْنَا |
نبيتُ نشاوَى مَا شربنَا مدامة ً | وَنَغْدُو إلَى خَلْعِ العِذَارِ كَمَا كُنَّا |
وَكَمْ مُلِحٍّ وَافَى اليْنَا يَرُدُّنَا | فَلَمَّا أبَيْنَا أنْ نَرُوحَ مَضَى عَنَّا |
أحَادِيْثُ أمَّا لَفْظُهَا فَهُوَ وَاضِحٌ | جليٌّ ولكنْ قلَّ منْ يفهمُ المعنَى |
ومستخبرٍ عنَّا أجبنَا سؤالهُ | بعجماء لا علماً أفادتْ ولا ظنَّا |
أتانا فسمينَا لهُ الأمرَ ناسقاً | فَأنْبَسَ فِي إبْهَامِهِ وَتَلَذَّذْنَا |
يفسرهَا للقومِ كلُّ ملذذٍ | تَوَاحَشَتِ الأيَّامُ فِي بُعْدِهِ عَنَّا |
ذَكَرْنَا بِهَا أحْبَابَنَا فَتَنَاثَرَتْ | مدامعُ لا يتركنَ عيناً ولا جفنَا |
مَضُوا وَبَقِيْنَا لِلْشَقَاوَة ِ بَعْدَهُمْ | نزورُ دياراً مَا نحبُّ لهَا مغنَى |