أَمَّا الشُّرَيْفُ مِنْ الغَضَا فَبَعِيْدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَمَّا الشُّرَيْفُ مِنْ الغَضَا فَبَعِيْدُ | لَوْلا الرَّكَائِبُ وَالدُّجَا وَالبيدُ |
وَضَوَامِرٌ غَلَبَتْ عَلَى صَهَوَاتِهَا | شُعثٌ تَطُولُ مَع القَنَا وَتَمِيْدُ |
يا سائقَ الأظعانِ أيُّ لبانة ٍ | بِالنَّعْفِ تَنْشُدُهَا المَهَارِيَ القُودُ |
عزتْ على سومِ الغرامِ فما درَى | ولعُ النسيمِ بها ولا التغريدُ |
وعلَى الثنية ِ منْ تبالة َ موعدٌ | عَقَمَتْ بِهِ الآمَالُ وَهِيَ وَلُودُ |
ومهونٍ للوجدِ يحسبُ أنَّها | يومَ العذيبِ مدامعٌ وخدودُ |
سَلْ بَانَة الوَادِي فَلَيْسَ يَفْوتُهَا | خبرٌ يطولُ بهِ الجوى ويزيدُ |
وانشدْ معي ضوء الصباحِ وقلْ لهُ | كَمْ تَسْتَطِيل بِهِ اللَّيَالي السُّودُ |
وإذا هبطتَ الواديينِ وفيهمَا | دمنٌ حبسنَ على البلى وعهودُ |
وَاخْدَعْ فُؤَادِي في الخَليطِ لَعَلَّهٌ | يهفو على آثارهمْ ويعودُ |
أصبابة ٌ بالجزعِ بعدَ سويقة ٍ | شغلٌ لعمركَ يا أميمُ جديدُ |
ومطوح ركبَ الخطيَّ بعزمة ٍ | هبتْ وسارية ُ النجومِ هجودُ |
ذعروا الدجى فتناثرتْ منْ جيدهِ | نحوَ الصباحِ قلائدٌ وعقودُ |
عَرِّجْ عَلَى الحَّي الذَّمِيمِ فَدُونَهُ | بخلٌ يصدُّ عنِ القِرى ويذودُ |
إنَّ الَّذِينَ يَعِزُّ طَالِبُ رَفْدِهِمْ | بَشَرٌ يُضَيَّعُ لَمْعُهُ وَرُعُودُ |
لي في بيوتهمُ القصارُ أوابدٌ | معقولة ٌ باللؤمِ وهيَ شرودُ |
وَمُطْلَّحَاتٍ يَنْتَجِعْنَ مَوَارِداً | آلُ الظهيرة ِ قبلهَا مورودُ |
حَوَّلن في طَلبِ العُلا فَتَقَاعَسَتْ | عَنْهُنَّ أَيْدٍ بِالنَّوَالِ جُمُودُ |
وأصابهَا السلميُّ نشدة َ باخلِ | شَنْعَاءَ طَائِرُ ذِكْرِهَا غِرِّيدُ |
يا ابنَ اللئيمة ِ لستَ منْ أكفائها | فَارْجِع فَإِنَّكَ بِالثَرَاءِ عَمِيْدُ |
النَّارُ مَطْلُولٌ لَدَيْكَ مَعَ النَّدَى | سَيَّانَ وَعْدٌ كَاذِبٌ وَوَعِيْدُ |
أتركتَ سرحكَ بالجزيرة ِ مهملاً | وعجبتَ حينَ عدَا عليهِ السيدُ |
لَوْ أَنَّ قَوْمَكَ مِن كِنَانَة َ أَشْرَعَتْ | أَيْدٍ يَطُولُ بِهَا القَنَا وَالجُودُ |
قومٌ يلوحُ لهمْ على عليائهمْ | قَبْلَ اللِّقَاءِ دَلائِلٌ وَشُهُودُ |
فاللامعاتُ أسنة ٌ وأسرة | والمائساتُ ذوابلٌ وقدودُ |
هبُّوا إلى المجدِ الرفيعِ فأحرزُوا | قصباتهِ وبنُو الزمانِ رقودُ |
وبنتْ لهمْ أحسابهُمْ وسيوفهُمْ | بيتاً عمودُ الصبحِ فيهِ عمودُ |
جادُوا وأندية ُ الغمامِ بخيلة ُ | وجروا وشاردة ُ الرياحِ ركودُ |
منْ دينهمْ أنَّ السماحَ عليهمُ | فَرْضُ وَإِنَّ الرَافِدَ المَرْفُودُ |
حيٌّ تَنَاسَبَ في العُلا فَأُصُولهُ | أغصانهُ والوالدُ المولودُ |
إِنْ قَصَّرُوا عَنْ غَايَة ِ ابن مُقَلَّدٍ | فَمِنَ الأَرَاكَة ِ غُصْنُهَا الأَمْلُودُ |
شَأَوِ يَفُوتُ طُلاَّبُهُم غَلْوَاؤهُ | إنَّ البعيدَ عليهمُ لبعيدُ |
لولاهُ ما عرفَ النوالُ ولمْ تكنْ | تدري الغمامُ الغرُّ كيفَ تجودُ |
وعفَا الثناء منَ الزمانِ وأهلهِ | فتشابهَ المذمومُ والمحمودُ |
شرفاً بني الأجدادِ يعدمُ أمسكَ الـ | ـماضي فيخلفُ يومكَ الموجودُ |
وعلاً أبا حسنٍ فرهطكَ رمحُهَا | ـحُهَا العَالِي وَأَنتَ لِوَاؤُهُ المَعْقُودُ |
إِنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ نِسْبَة ً | قَرُبَتْ فَإنِّي مِنَكُمْ مَعْدُودُ |
لِي فِيْكَ مِنْ فَقْرِ الكَلامِ غَرَائِبٌ | يُثني عليها الدهرُ وهوَ حسودُ |
لولا هواك لطالَ عنْ تثقيفهَا | قدري ولوْ أنَّ النجومَ قصيدُ |
ولعزَّ عنْ طوعِ القيادِ زمامُهَا | لَو أَنَّ غَيْرَكَ كُفْؤها المَقْصُودُ |
أَعْرَضَتْ عَنْ ذُلِّ الطُّلابِ وَرُبَمَا | وجدَ المريحُ وأخفقَ المكدودُ |
وَسَكَنْتَ في ظِلِّ النَزَاهَة َ فَلْيُصَنْ | مالَ البخيلِ رتاجهُ المسدودُ |
وَإِذَا وَجَدْتَ العَيْشَ يَعْقِبُ صَفْوُهُ | كَدراً فَإنَّ شَقِيَّهُ لَسَعِيدُ |
العمرُ حلمٌ والليالي قلبٌ | وَالبُخْلُ فَقْرٌ وَالثَّنَاءَ خُلُودُ |