استغفرِ الله القديمَ وعذبهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
استغفرِ الله القديمَ وعذبهِ | مِنْ شَرِّ عَافٍ فِي الحُطَامِ مُنَافِسِ |
وَاصْنَعْ جَمِيلاً لا يَضِيْعُ صَنِيْعُهُ | وَاسْمَحْ بِقُوَّتِكَ لِلضَّعِيفِ البَائِسِ |
وَاقْنَعْ فَفِي عَيْشِ القَنَاعَة ِ نِعْمَة ٌ | لا تتقي كفَّ الزمانِ الخالسِ |
لا تَرْكِنَنَّ إِلَى المراءِ فَإِنَّهُ | سببٌ لكلِّ تنافرِ وتشاوسِ |
ضلت بنُو غطفانَ لمّا قتلت | سَادَاتُهَا غَضَبَا لِلَطْمَة ِ دَاحسِ |
والحارثُ البكريُّ قامَ إلى الوغَى | منْ بعدِ ما أمضَى عزيمة َ جالسِ |
ألِفَ البَخِيْلُ مَكَاسَهُ فِي مَالِهِ | وَالعُمرُ أَنْفِقَ مِنْهُ غَيْرُ مُمَاكِسِ |
وثوَى فأرمسَ ثمَّ صارَ تراثهُ | قسماً يفيضُ بهِ دموعُ الرامسِ |
عاذتْ بنُو حواءَ منْ إبليسَ في الـ | ـدنيَا وكمْ فيهمْ فنونُ أبالسِ |
درسُوا العلومَ ليملكُوا بجدالهمْ | فِيْهَا صُدُورَ مَرَاتِبٍ وَمَجَالِسِ |
وتزهدُوا حتَّى أصابُوا فرصة ً | فِي أَخْذِ مَالِ مَسَاجِدٍ وَكَنَائِسِ |
إِيْوَانُ كِسْرَى صَارَ مَرْتَعَ ثُلَّة ٍ | وديارهُ باتت مناخَ عرائسِ |
والحيرة ُ البيضاءُ بدلَ أنسهَا | قَدرٌ أطَاعَتْهُ مَدَائِنُ فاَرِسِ |
يا عقلُ ما لكَ في اللطائفِ منهجٌ | فَلإِنْ عَثَرتَ فَلا لَعا لِلْنَاعِسِ |
أما النجومُ فقد تضمنَ شأنها | جهلُ اللبيبِ وبعدُ نيلِ اللامسِ |
عَمْرِي لَقَدْ ذَهَبَ الذَّيِنَ تَفَكَّرُوا | فِيْهَا وَمَا ظَفِرُوا بِغَيْرِ وَسَاوِسِ |
مَا قَوْلُ بَطْلِيْمُوسُ فِيْهَا حُجَّة ً | عِنْدِي وَلا المَروِيَّ عَنْ رُسْطَالِسِ |
حارَ الأنامُ فلاَ دلالة ُ ناظرٍ | تَشْفِي العُقُولَ وَلا إِمَارَة ُ قَابِسِ |
لا تحفلنَّ بمَا حوتهُ صحائفٌ | لهمُ وإنْ وجدتْ بخطِّ دارسِ |
فالمَيْنُ رُكِّبَ فِي طَبَائِعَ أَرْبَع | والصدقُ عدَّ من القبيلِ الخامسِ |
عجباً لهمامٍ ينازعُ خصمهُ | في آلِ يربوعٍ وأسرة ِ حابسِ |
هَيْهَاتَ مَا شَرَفُ الأصُولِ بِنَافِعٍ | حَتَى يَكُونَ ذَوَائِبٌ لِمَغَارِسِ |
لا تَفْعَلَنَّ وَان فَعَلْتَ فَبِالتُقَى | نَاضِلْ وَفِي بَذْلِ المَكَارِمِ نَافِسِ |