أحلى الهوى أن يطول الوجدُ والسَّقَمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحلى الهوى أن يطول الوجدُ والسَّقَمُ | وأصدقُ الحبِّ ما جلَّتْ بِهِ التُّهَمُ |
ليتَ اللَّياليَ أحلاماً تعودُ لنا | فَرُبَّما قَدْ شَفَى دَاءَ الهَوَى الحُلُمُ |
لا آخذَ اللهُ جِيران النَّقا بِدَمِي | هُمْ أَسْلَمُونِي لِوَجْدٍ مِنْهُ قَدْ سَلِمُوا |
وَحَرَّمُوا في الهَوَى وَصْلِي وَمَا عَطَفُوا | وَحَلَّلُوا بِالنَّوى قَتْلِي وَمَا رَحَمُوا |
وفَّيتُهُمْ حَقَّ حِفْظِ العهدِ مُغتبِطاً | بِهِمْ وَمَا رُعِيَتْ لي عِنْدَهُمْ ذِمَمُ |
يا غائبينَ وَوَجدي حاضِرٌ بهم | وَعَاتِبينَ وَذَنبي في الغَرامِ هُمُ |
لا أَوْحَشَتْ مِنْكُمُ دارٌ بِكُمْ شَرُفَتْ | ولا خَلَتْ مِن مَغَانِي حُسْنِكُمْ خِيَمُ |
بِنْتُمْ فلا طَرْفَ إلا وَهْو مُضْطَرِبٌ | شَوْقاً ولا قَلْبَ إلاَّ وَهْوَ مُضْطَرِمُ |
فَكُلُّ أَرْضٍ وَطِئْتُمْ تُرْبَها فَلَكٌ | وَكُلُّ وادٍ حَلَلْتُمْ رَبْعَهُ حَرَمُ |
هل عائدٌ ـ والأماني قَلَّما صَدقتْ ـ | دَهْرٌ مَضَى وَمغانِي حُسْنِكُمْ أُمَمُ |
فالجسمُ مُذْ غبتُمُ بِالسّفحِ مُتّشحٌ | وَالقلبُ مضطربٌ بالشَّوقِ مُضطَرِمُ |
لم يُنْسِنا سَالِفاً مِنْ عَهْدِكُمْ قِدَمٌ | ولا سَعَتْ بالتَّسَلِي نحونا قَدَمُ |
أَسْتَوْدِعُ الله رَكْباً في هَوَادِجِهِمْ | مُحجَّبٌ ليسَ تُرعى عِندَهُ الذممُ |
لهُ من الغُصنِ قَدٌّ زانَهُ هَيَفٌ | ومن غزالِ الحِمَى طرفٌ بِهِ سَقَمُ |
يبيتُ قلبي عليه حرقة ً وجَوى ً | وَقَلْبُهُ بارِدٌ مِنْ لَوْعَتِي شَبِمُ |
ظَلِلْتُ فِيهِ وأَمْسَى قَلْبُهُ حَجَراً | لَمْ يَشْفِ قَطّ مُحِبّاً شَفَّهُ أَلَمُ |
فَوا الذي زَانَهُ مِنْ طَرْفِهِ سَقَمٌ | وأودعَ السِّحرَ فيهِ أنَّهُ قَسَمُ |
لولا تثنِّي رديني القوامِ بِهِ | حَلفتُ ألفَ يمينٍ أنَّهُ صَنَمُ |