أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَرْض الأحبّة ِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ | سَقاكِ مُنْهَمِرُ الأنواء مِنْ كَثَبِ |
وَلاَ عَدَتْ أَهْلَكِ النائينَ مِنْ نَفْسِ الـ | ـصِبَا تحيّة عَاني القلب مُكْتَئِبِ |
قَوْمٌ هُمُ العُرب المَحْمي جارُهُم | فَلاَ رَعَى الله إلا أَوْجُهَ العَربِ |
أعزّ عِنْدِي مِنْ سَمْعِي وَمِن بَصَرِي | ومِنْ فُؤادي ومن أهلي ومِنْ نشبي |
لَهُمْ عَليَّ حُقوقٌ مُذْ عَرَفْتُهُمْ | كأنّني بَيْن أمّ مِنْهُمُ وأبٍ |
إنْ كان أحسنُ ما في الشعر أكذبهُ | فحسنُ شعري فيهمْ غيرُ ذي كَذِبِ |
حياكَ يا تربة الهادي الشَّفيع حياً | بمنطق الرّعدِ بادٍ من فم السُّحبِ |
يا ساكِنِي طَيْبَة الفَيْحَاء هَلْ زَمنٌ | يُدني المحب لنيل السؤلِ والأربِ |
ضممتَ أعظمَ من يدعي بأعظم منْ | يَسْعَى إليه أُخو صِدْقٍ فَلَمْ يَخِبْ |
وحُزتَ أفصحَ من يهدي وأوضح مَنْ | يُبْدِي وأَرْجَحَ مَنْ يُعْزى إلى نَسَبِ |
تَحْدُو النِّياقُ كِرامٌ نَحْوَ تُرْبَتِهِ | فَتملأ الأرْضَ مِن نُجب وَمِنْ نُحِب |
يَسْعَوْنَ نَحْوَ هِضَابٍ طابَ مَورِدُها | كأنّما العذبُ مُشتقٌ مِن العَذَبِ |
أرضٌ مع الله عينُ الشمسِ تحرسُها | فإنْ تَغِبْ حَرَسَتْها أَعْيُنُ الشّهُبِ |
يا خيرَ ساعٍ بباعٍ لا يُردُّ ويا | أجلَّ دَاعٍ مُطاعٍ طاهرِ الحسَبِ |
مَا كَانَ يرضى لَك الرَّحمَنُ منزلة | يا أَشْرَفَ الخلقِ إلا أشرفُ الرّتبِ |
لي منْ ذنوبي ذنب وافرٌ فَعَسى | شَفَاعَة ً مِنْكِ تُنْجِيني مِنَ اللَّهَبِ |
جَعَلْتُ حُبَّك لي ذُخْراً ومعتمداً | فكانَ لي ناظراً مِنْ ناظر النُّوبِ |
إلَيْكَ وَجّهْتُ آمالي فَلاَ حُجِبَتْ | عَنْ بَابِ جُودِكَ إنْ المَوْتَ في الحُجُبِ |
وَقَدْ دَعَوْتُكَ أَرْجُو مِنْكَ مَكْرُمَة ً | حاشاكَ أن تُدعي فلم تُجب |