طرقتْ فالأنامُ منها سكارى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طرقتْ فالأنامُ منها سكارى | تملأ الكونَ دهشة ً وانذعارا |
بكرُ خطبٍ لا ينشد الصبرُ فيها | قد أتانا بها الزمانُ ابتكارا |
في حديث الأحقاب لم يأت فيها | وقديماً لمثلها ما أشارا |
بردت سائرُ القلوب ردى ً منـ | ـها وعادت من الغليل سكارى |
ولها كانت المدامع لولا | حرُّ أنفاسنا تكون بحارا |
وقليلٌ بها وإن ليس يجدي | ترسل العينُ دمعَها مدرارا |
نكبة ٌ تملأ الوجودَ مصاباً | يملأ الأرضَ والسما استعبارا |
يا نفوسَ اللاجين طيري شعاعاً | أدرك الدهرُ عندك الأوتارا |
وابردي يا حشاشة الشرك أمناً | مات من كان بين جنبيك نارا |
فبمن يغتدي الهدى مستجيراً | فقدتْ كعبة ُ الهدى المستجارا |
وله أصبحَ الحطيمُ حطيماً | يتوارى في الترب حين توارى |
ودجا الأفق في دجى غيهب الحز | نِ وهبَّت ريحُ الصبا إعصارا |
سوَّمى يا خطوبُ خيلك فينا | تغنمي أين ما قصدت المغارا |
وارتعى في حمى الورى فالمنايا | أنشبت في هزبرها الأظفارا |
مَن حماها عن أن تُراعَ وقسراً | ردَّ أيدي الأيام عنها قصارا |
هممٌ حيث لا يُرى البدرُ سيرا | |
كيف تخلو له من الحزن دارٌ | والندى منه لم يفت ديّارا |
ملكَ الناسَ بالسماح عبيداً | فغدوا بعد فقده أحرارا |
يا بغاة الإسلام لا تتناجوا | بانتقاص الدين الحنيف سرارا؟ |
لا تخالوا «محمداً» لم يخلّف | للورى ناهياً ولا أمتارا |
فالإمامُ المهديُ قد قام فيهم | علماً يرشد الورى ومنارا |
ما بنى الله من سماء علومٍ | وهو بدرٌ في أفقها قد أنارا |
لازم الحقَ في هداه فأضحى | معه الحقُّ حيثما دار دارا |
منه ملء الأبراد عدلٌ وتوحيـ | ـدٌ وفخرٌ من هاشمٍ لا يجارى |
والحُبا في النديُّ تضمن منه | ركنَ رضوى حلما وأرسى وقارا |
فترى الناس هيبة ً منه خرساً | يتناجون في الحديث سرارا |
يا أجلَّ الورى علاءً وقدراً | وأعزَّ الأنام نفساً وجارا |
عقد العيُّ منطقي أن أعزّيك | ومنك العزا غدا مستعارا |
وقبيحٌ منّي إذا قلتُ صبراً | للذي علَّم الورى الاصطبارا |