قدَّمتك العلى وكنتَ زعيماً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قدَّمتك العلى وكنتَ زعيماً | وقصارى رجائها أن يدوما |
واستنابتك عن أكارمَ تقفو | هديَهم والكريمُ يقفو الكريما |
لم يزدكَ التعظيمُ منا جلالاً | إذ لدى ذي الجلال كنت عظيما |
لك فوق النام طودُ جلالٍ | طائرُ الوهم حوله لن يحوما |
ما تجلى به لك الحقُّ إلا | وغدا يصفقُ الحسودَ وجوما |
فالعجيب العجاب أنك موسى | ونرى مَن سواك كان الكليما |
باسطاً بالندى بنانَ يدٍ بيضا | ءَ لم يغدُ طرفة ً مضمونا |
هي شكلٌ للجودِ ينتجُ دأباً | وسواها قد جاء شكلاً عقيما |
أيها المسقمُ الحواسدَ غيظاً | بالنُهى كم شفيتَ فكراً سقيما |
أنت لطفٌ لكنْ تجسمت شخصاً | فغدا منّك الجسيم جسيما |
كم لعامٍ مسحتَ وجهاً بأندى | من وجوه الغر الغوادي أديا |
تلكَ راحٌ كم روحتنا وكفٌ | كم بها اللهُ كفْ عنا الهموما |
علمتْنا هي الثنا فانتقينا | من مزايا علاكَ دراً يتيما |
ولنا اليوم أنتَ في الأرض ظلٌ | منك نهدي إليك عقداً نظيما |
عصم الله دينه بك يا مَنْ | كان من كل مأثم معصوما |
لا أرى يملك الحسودُ سوى ما | إنْ عددناه كان فيه ذميما |
بصراً خاسئاً وكفاً أشلاَ | وحشاً ذاعراً وأنفاً رغيما |
قد تقلدتها إمامة َ عصرٍ | سدتَ فيها الإمامَ والمأموما |
قدّمتْ منك واحدَ العصر يا مَن | عاد نهجُ الرشاد فيه قويما |
قدّمتْ فيكَ ثاني الغيثِ كفاً | ثالثَ النِّيرين وجهاً وسيما |
قدّمتْ منك يا أدلُّ على الله | عليماً ناهيك فيه عليما |
قدّمتْ يا أجسُّ للحكم نبضاً | |
قد نظرنا بك الأئمة َ حلماً | وحجى ً راسخاً وفضلاً عميما |
وروينا في الدين عنك حديثاً | ما روينا في الدين عنك قديماً |
بكَ منهم بدت مناقب غرّ | في سماء الهدى طلعنَ نجوما |
هي طوراً تكونُ رشداً لقومٍ | ولقومٍ تكون طوراً رجوما |
فأقمْ في عُلى ً ترى كلَّ آنٍ | مقعداً للعدوِّ منها مقيما |
لم يكنْ ودُّنا مقالاً علكناهُ | كما يعلك الجوادُ الشكيما |
بل وجدناكَ حجة الله فينا | فنهجْنا صراطكَ المستقيما |
وغداً نستظلُ فيك النعيما |