تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تلك المودّة ُ ما رأيُ العُلى فيها | ذابت حشا المجدِ غيظاً من تَلظّيها |
أرست ولكن على قلبِ الحسود لها | قواعدٌ كانَ يبني الفخرَ بانيها |
معتلة ٌ بضنا الهجرانِ قد مرضت | بعلّة ٍ مرضت نفسُ العُلى فيها |
فاللهَ اللهَ في استبقائِها فلقد | كادت تقومُ على الدنيا نواعيها |
ما عذرُ من صدّ عنها وهي مقبلة ٌ | من بعدِ ما كانَ تُصيبه ويصيبها |
عهدي بها تكتسي أبهاجَ غُرّتِه | والبِشرُ يقطُرُ زَهواً مِن نواحيها |
فاعجب وما قد أراها دهرُها عجبٌ | مَن كانَ يُضحكها قد صارَ يُبكيها |
وكيف في كلِّ ذاك العتبِ ما شَفيت | وكان في الحقِّ منه البغضُ يشفيها |
داءٌ من الهجرِ لم أبرح أعالجُها | منهُ وبالبرءِ في عتبي أُمنِّيها |
وما طويتُ على يأسٍ عليه طَوت | حتى مللتُ وملّت من تشكيّها |
فاعذر أخاك إذا ملّ العلاَج فقد | أفنى الدواء ولم ينجع تداويها |
سل ديمة ً كلّما استمطرتُها لمعت | بروقُها لي وانحلّت عزاليها |
ما بالها بانَ إخلافُ البروقِ بها | أعيذُها بإله الخلق مُنشيها |
فقم أعدها أبا الهادي بلا مهلٍ | مكارماً أنت قبلَ اليومَ مُبديها |
لا قلتُ مات الرجا والجودُ ما انبسطت | بنانُ كفِّك في الدنيا لراجيها |