حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حيَّا ليَ الباري صفيَّ مودَّة ٍ | قد لذَّ لي ولهُ قديماً كاسُها |
ما زالَ يفتِل حبلَه ما بيننا | بالوصلِ حتى استحصدت أعراسها |
وكأنَّ بعض حواسدي، وأعيذه | بالله، وَسوسَ عنده خَنَّاسُها |
فنهى ولكن عن حقوقِ مودَّة ٍ | لم يغدُ منتقِضاً عليَّ أساسُها |
يا من غرستُ له المودَّة في الحشا | وعلى الصفاءِ نَمت له أغراسها |
أنُتم دعاة ُ اللهِ سادة ُ خلقِه | أُمناءُ ملّة ِ دينه حُرّاسها |
ومطهَّرون من الخبائثِ كلَّها | أبداً فليس تمسُّكم أدناسُها |
ومبجَّلون فما تطاولتِ الورى | وحضر تُم إلاّ وُطأطِاَ رأسها |
وأرى الكرامَ معادِناً فلجُينُها | وأبيك أنت وما سواك نحاسها |
ولأنتَ نعم مناخُ وافدة ِ المُنى | وأبرُّ من شُدَّت له أحلاسها |
تلك الخلايقُ أين جامِعُ بشرها | كانت تفرّقُ وحشتي إيناسها |
تلك المكارمُ أين هامعُ قطرها | ما زالَ يُخضب ساحتي رجّاسها |
عجباً دعوتُك والخطوبُ تلوكني | وعلى حشاشتي إلتقت أضراسُها |
فصرفت فهمك عن خطاب ألوكتي | تبدي الغموضَ بها وأنت أياسها |
نزعت برغبتها إليك فلم يكن | من غير خجلتها لديك لباسها |
نَشرَت وسائَلها إليك مع الرجا | فلأيّما سببٍ طواها ياسها |
وَجبهَتهَا بالردِّ حتّى أنّها | لتكادُ تضرمُ مهجتي أنفاسها |
عينٌ رعيت بها هواي فحقبة ً | لم أدرِ عين الدهر كيف خلاسها |
ما لي انبِّهها لتلحظَ خلّتي | ومن الجفاءِ لها يطيبُ نعاسها |