ما على الركب من وقوف الركاب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما على الرّكبِ من وُقوفِ الرّكابِ، | في مَغاني الصّبَا وَرَسْمِ التّصَابي |
أينَ أهلُ القِبابِ بالأجْرَعِ الفَرْ | دِ، تَولّوا، لا أينَ أهلُ القِبابِ |
سَقَمٌ، دونَ أعينٍ ذاتِ سُقْمٍ، | وَعَذابٌ دونَ الثّنَايا العِذابِ |
عرَّجوا، فالدّموعُ، إنْ أبكِ في الرُّبْـ | ـعِ، دُموعي، وَالاكتئابُ اكتئابي |
وَكَمِثلِ الأحبابِ، لَوْ يَعلَمُ العا | ذِلُ، عندي مَنازِلُ الأحْبَابِ |
فإذا ما السّحابُ كانَ رُكَاماً، | فسَقَى بالرّبابِ دارَ الرّبَابِ |
وَإذا هَبّتِ الجَنُوبُ نَسيماً، | فَعَلَى رَسْمِ دارِها وَالجَنَابِ |
عَيّرَتْني المَشيبَ، وَهْيَ بَدَتْهُ | في عِذارِي، بالصّدّ وَالإجتِنابِ |
لا تُرِيهِ عَاراً فَمَا هُوَ بالشّيْـ | ـبِ، وَلَكِنّهُ جَلاءُ الشّبَابِ |
وَبَيَاضُ البَازِيّ أصْدَقُ حُسْناً، | إنْ تأمّلْتِ، مِنْ سَوَادِ الغُرَابِ |
عَذَلَتني، في قَوْمِها، وَاستَرَابَتْ | جيئَتي في سِوَاهُمُ، وَذَهَابي |
وَرَأتْ عندَ غَيرِهمْ، مِن مَديحي، | مثلَ ما كانَ عندَهمْ مِنْ عِتابي |
لَيسَ من غَضْبَةٍ عَلَيهِمْ، وَلكن | هُوَ نَجْمٌ يَعْلُو مَعَ الكُتّابِ |
شِيعَةُ السّؤدَدِ الغَرِيبِ، وَإخْوَا | نُ التّصَافي، وأسرة الآدابِ |
همْ أُولو المجدِ إن سألتَ، فإنْ كَا | ثَرْتَ كانُوا هُمُ أولي الألْبَابِ |
وَمتى كُنتَ صَاحِباً لذَوي السّؤ | دَد يَوْماً فإنّهُمْ أصْحابي |
وَكفَاني، إذا الحَوَادِثُ أظْلَمْـ | ـنَ، شِهَاباً بغُرّةِ ابنِ شِهَابِ |
سَبَبٌ أوّلٌ عَلى جُودِ إسْمَا | عيلَ أغْنَى عَنْ سائِرِ الأسْبابِ |
لاستَهَلّتْ سَمَاؤهُ، فَمُطِرنا | ذَهَباً في انْهِلالِ تلكَ الذّهَابِ |
لا يَزُورُ الوفَاءَ غِبّاً، وَلا يَعْـ | ـشَقُ غَدرَ الفَعالِ عِشقَ الكَعابِ |
مُستَعيدٌ، عَلى اختِلافِ اللّيَالي، | نَسَقاً مِنْ خَلائِقٍ أتْرَابِ |
عادَ مِنْها لِمَا بَداهُ إلى أنْ | خِلْتَهُ يَسْتَمِلُّهَا مِنْ كِتَابِ |
فَهوَ غَيثٌ، والغَيثُ مُحتَفِلُ الوَد | قِ، وَبحرٌ، والبَحْرُ طامي العُبابِ |
شَمّرَ الذّيْلَ للمَحَامِدِ، حتّى | جَاءَ فيها مَجرُورَةَ الهُدّابِ |
عَزَماتٌ يُضِئْنَ داجية الخُطـ | ـبِ، وَلَوْ كانَ من وَرَاءِ حِجابِ |
يَتَوَقّدْنَ، وَالكَواكبُ مُطْفَـا | ة، وَيَقطَعنَ، وَالسّيوفُ نَوابِي |
تَرَكَ الخَفْضَ للدّنيءِ، وَقَاسَى | صَعْبَةً العيش في المساعي الصعاب |
سَامَ بالمَجدِ، فاشتراهُ، وَقد بَا | تَ عَلَيْهِ مُزَايِداً للسّحَابِ |
وَاجدُ القَصْدِ، طرْفُهُ في ارْتِفاعٍ | مِنْ سُمُوٍّ، وكَفُّهُ في انصِبابِ |
ثَرّةٌ مِنْ أنَامِلٍ ظلن يَجرِيـ | ـنَ على الخابطينَ جَرْيَ الشّعابِ |
وَسَمِيٌّ لَهُ تَمَنّى مَعَاليـ | ـهِ، وَكَلْبٌ مشتقهُ منْ كِلابِ |
وإذ الأنْفُسُ اخْتَلَفْنَ فَما يُغـ | ـني اتّفاقُ الأسْماءِ وَالألْقَابِ |
يا أبا القاسِمِ! اقْتِسَامُ عَطَاءٍ | مَا نَرَاهُ، أمِ اقْتِسامُ نِهَابِ |
خُذْ لِسَاني إلَيكَ، فالمِلْكُ للألْـ | ـسنِ في الحُكمِ عَدلُ مِلكِ الرّقابِ |
صُنتَني عَنْ مَعاشرٍ لا يُسَمّى | أوّلُوهُمْ إلاّ غَداةَ سِبَابِ |
مِنْ جِعَادِ الأكُفّ غَيرِ جِعادٍ، | وَغِضَابِ الوُجوهِ غيرِ غِضَابِ |
خَطَرُوا خَطرَةَ الجَهامِ، وسَارُوا | في نَوَاحي الظّنونِ سَيرَ السّحاب |
أخطأوا المَكرُماتِ، وَالتمَسَوا قا | رِعَةَ المَجدِ في غَداةِ ضَبَابِ |