سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَلَّمَهُ الرَّبُّ من الأسْواءِ | ميسَّراً للحمد والثناء |
وأسأل التيسير في رؤيته | بالمصطفى الهادي وآل بيتهِ |
وبعد فالشوق الكثير الزائد | منّي إليك طارف وتالد |
أشتاقكم شوق المشيب للصِّبا | والصبّ يشتاق لأرواح الصَّبا |
والمغروم العاشق من يهواه | إذا دعاه للمنى هواه |
لا سيما لمّا أتى كتابكم | ولذّ لي في طيِّه خطابكم |
كأنّه ترجم عن أشواقي | وعن صَباباتي وعن أعلاقي |
خَبَّرَ عن قلبٍ عميدٍ وامقِ | بصاحبٍ بل بصديق صادق |
إنْ نظم الكلام يوماً أو نثرْ | فإنَّه يقذِفُ من فيه الدُّرر |
بفكرة ٍ ثاقبة ٍ وقَّادة | وفطنة ٍ عارفة ٍ نقّادة |
أقوالُه في المجد أو أفعالَه | يَقصرُ عن أمثالها أمثاله |
لله درّ ناظم وناقد | جواهراً في بحر فَضل زائد |
جاءَ به مبتكراً نظاماً | قد أبهرَ الأفكار والأفهاما |
وزَيّنَتْ أقلامُه الطروسا | فأنعشَ الأرواحِ والنفوسا |
وهزَّ كل سامعٍ من طرب | فكان عندي من أجلّ الكتب |
كأنّه من حسنه حيّاه | يهزّنا الشوق إلى لقياه |
يجري النسيم في حواشي لفظه | ويَصدَع الصخرَ بفأس وعظه |
فيا جزاك الله خير ما جَزى | مادحَ أصحاب العبا مرتجزا |
فكانَ ما قال على فؤادي | كالماء إذْ بَلَّ غليلَ الصادي |
جاءت به تحمله الرسائل | وترتضيه العرب الأفاضل |
يتلى فتهتزُّ له المحافل | من طرب منه فكلٌّ قائل |
أحسنتَ أحسنتَ وأنتَ المحسنُ | وكلُّ شيء هو منكم حسنُ |
بلَّغكَ الله الكريمُ الأربا | بالخمسة الذين هم أهل العبا |
العترة اللائي من البتول | طيّبة الفروع والأصول |
والسادة الغرّ الميامين الأول | ومن بهم نصّ الكتاب قد نزل |
هذا وإنّي غير خالي البال | مشوّش الأفكار والأحوال |
حرَّرتْ ما حرَّرتْ من سطور | معتذِراً إليكَ من قصوري |
وکعذر أخاك إنّه معذورُ | إذا جرى في ردّه تأخير |
ودُمْتَ بالأمن وبالإيمان | مُوَفَّقاً في سائِر الأزمان |