ظلم الدهر فيكم وأساء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ظَلَمَ الدّهْرُ فيكُمُ، وَأسَاءَ، | فَعَزَاءً، بَني حُمَيْدٍ، عَزَاءَ |
أنْفُسٌ مَا تَكادُ تُفْقَدُ فَقْداً، | وَصُدورٌ مَا تَبرَحُ البُرَحَاءَ |
أصْبَحَ السّيفُ داءَكمْ، وَهوَ الدّا | ءُ الذي لا يَزَالُ يُعيي الدّوَاءَ |
وَانْتُحِي القَتْلُ فيكُمُ، فبَكَينا | بدِمَاءِ الدّمُوعِ تِلْكَ الدّمَاءَ |
يا أبَا القَاسِمِ المُقَسَّمَ في النَجْـ | ـدةِ، الجُودِ وَالنّدى أجزَاءَ |
وَالهِزَبْرَ الذي، إذا دارَتِ الحَرْ | بُ بهِ صرّفُ الرّدى كَيفَ شاءَ |
الأسَى وَاجِبٌ عَلى الحُرّ، إمّا | نِيّةً حُرّةً، وَإمَّا رِيَاءَ |
وَسَفَاهٌ أنْ يَجزَعَ المَرْءُ مِمّا | كانَ حَتْماً عَلى العِبَادِ، قضَاءَ |
وَلماذا تَتّبِعُ النّفْسَ شَيْئاً، | جعَلُ الله الفِرْدوْسَ منهُ بَوَاءَ |
أتُبَكّي مَنْ لا يُنَازِلُ بالسّيْـ | ـفِ مُشيحاً، وَلا يَهزُّ اللّوَاءَ |
وَالفَتى مَنْ رَأى القُبُورَ لمَا طَا | فَ بهِ مِنْ بَنَاتِهِ، أكْفَاءَ |
لسن من زينة الحياة كعد الـ | ـله منها الأموال والأبناء |
قَدْ وَلَدْنَ الأعْداءَ قِدْماً، وَوَرّثْـ | ـنَ التّلادَ الأقاصِيَ البُعَدَاءَ |
لمْ يَئِدْ كُثرَهُنّ قَيْسُ تَميمٍ، | عَيْلَةً بَلْ حَمِيّةً وَإبَاءَ |
وَتَغَشّى مُهَلْهِلَ الذّلُّ فيهِنّ | وَقَدْ أُعْطيَ الأدِيمَ حِبَاءَ |
وَشَقيقُ بنُ فَاتِكٍ، حَذَرَ العَا | رِ عَلَيْهِنّ، فَارَقَ الدّهْنَاءَ |
وَعَلى غَيرِهِنّ أُحْزِنَ يَعْقُو | بٌ، وَقَد جاءَهُ بَنُوهُ عِشَاءَ |
وَشُعَيْبٌ مِنْ أجلِهِنّ رَأى الوَحْـ | ـدَةَ ضُعْفاً، فاستأجَرَ الأنْبِيَاءَ |
وَاستَزَلّ الشّيْطانُ آدَمَ في الجنّةِ | لَمّا أغْرَى بِهِ حَوّاءَ |
وَتَلَفّتْ إلى القَبَائِلِ، فَانْظُرْ | أُمّهَاتٍ يُنْسَبْنَ أمْ آبَاءَ |
وَلَعَمْرِي ما العَجزُ عنديَ، إلاّ | أنْ تَبيتَ الرّجالُ تَبكي النّساءَ |