بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ | وفي سيفك الماضي وفي قولك الفعل |
وما زلتَ ترقى رتبة ً بعد رتبة ٍ | ومثلُك من يسمو ومثلك من يعلو |
وقُلِّدْتَ أمراً أنتَ في الناس أهلُه | ولا منصب في الحكم إلاّ له أهل |
وقدّمتَ في أمر الوزير وإنّما | علينا له في مثل تقديمك الفضل |
وقُمْتَ بتدبير العراق مقامَه | فما ضعضع الأقطارَ نصبٌ ولا عزل |
وكادت تمور الأرض جهلاً فعندما | استقر عليها أمركَ ارتفع الجهل |
يزينك عقلٌ راجح ورزانة | ألا إنّما الإنسان زينته العقل |
وفيك کجتماع الفضل والحسن كلِّهِ | وأحسنُ ما فيك الشجاعة والبذل |
أَطاعَتْك هذي الناس خوفاً ورغبة | فللطائع الجدوى وللمفسد القتل |
وما زِلتَ مُذ وُلِّيتَ أمراً نظمته | حُسامُك مُستلٌ وسيبك منهل |
وما أنا بالداري إذا كنت في الوغى | أعزمك أم ما کستُلّ في كفّك النصل |
بنفسك باشرتَ الأمور جميعها | فلا وكلٌ عند المرام ولا كلُّ |
إذا أطمعتك النفس بالشيء نلته | وإنْ وعدتك النفس شيئاً فلا مطل |
ولست كمن يبغي الأمانيّ بعدما | تصرَّمتِ الآمال وانقطع الحبل |
أحالوا على الرمل المانّي ضلّة | وأكذب شيء ما يقوله به الرمل |
ولكنّما أنتَ الذي نال حزمه | مناه ولم يبعد عليه بها نيل |
وفتَّحتَ أبوابَ المكارم بالندى | وكان عليها قبل تفتيحها قفل |
ليهن العراقين الهناء فقد سرى | إليها المحض والنائل الجزل |
عَقَدْتَ أموراً قد تمادى کنحلالها | ومثلُكَ من في أمره العقد والحلّ |
وكم لك يوم ضرب والطعن موقف | هو الهَوْلُ بل من دون موقفه الهول |