سقى الطللَ الغمامُ وجادَ رسما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سقى الطللَ الغمامُ وجادَ رسما | عَفا من عالج لديار سلمى |
وسحَّ على منازلنا بنجدٍ | مُلِثُّ القَطر تسكاباً وسَجْما |
وعهد في الصَّريمِ مضى وصدَّتْ | أوانسُ غيدهِ هَجراً وصَرْما |
بحيث الكأس تترعُ بالحميّا | وعقد الشّمل مثل العقد نظما |
وممّا صبوة ٍ وصباً أصابا | مراماً باجتماعهما ومرمى |
تساعدني على اللّذّات سعدى | وتنعم لي بطيب الوصل نعمى |
وتعقرنا العقار وكم عقرنا | بها من هذه الأحشاء همّا |
وليلٍ ما برحتُ أديرُ فيه | معتَّقة ً تلذُّ لديَّ طعما |
أزوّجها بابن المزن بكراً | وأَمْزِجُ صِرْفها برُضاب ألمى |
وأغتنمُ المسَّرة َ بالندامى | وكانتْ لَذَّة النُّدماء غنما |
رعى الله الشباب وإنْ تولّى | وذكّرْ عهده يوماً فيوما |
صحا سكرانُ من خمر التصابي | وبدَّل بعد ذاك الجهل حلما |
وصاخ إلى العذول وكان صبّاً | يى لوم العذول أشدَّ لوما |
فمن لاحٍ يعنّفه لدمعٍ | يكفكفه مخافة أنْ ينمّا |
أَرَتْني من حوادثها اللّيالي | أعاجيباً لها العبرات تدمى |
ومن لي أنْ تسالمني الرزايا | فما زالت لي الأرزاء خصما |
أُؤَمِّلُ نفس حرٍّ لم تعدني | أمانيها إلى أجلٍ مسمى |
ضلالاً ما أعلّل فيه نفسي | وقولي ربّما وعسى ولمّا |
فما لي والخمول وكلّ يوم | تفوِّقُ لي خطوبُ الدَّهر سهما |
أراني إنْ عزمتُ على مهمٍّ | ثَنَتْ عَنِّي يد الأَقدار عزما |
وإنّي سوف أركبها لآمرٍ | أحاول شأوه إمّا وإمّا |
وإنَّ ليالياً أَعْرَقْن عظمي | أضاعَتْني وما ضَيَّعْتُ عَزما |
فتبّاً للزمان لقد تعدّى | حدوداً ما تعدّاهنَّ قدما |
أيسمو الجاهلون بغير علمٍ | ويروى من هزوتُ به وأظما |
تحوَّلْ يا زمان إلى الأعالي | وخُذْ بكمالها فالنقص تمّا |
لقد جهل الزمان بعلم مثلي | وإنَّ الجهلَ بين بنيه عمّأ |
وكَيْفَ أَسُودُ في زمنٍ جهولٍ | ولو انّي كإبراهيم علما |
قريب من رسول الله يدعى | بأزكى العالمين أباً وأمّأ |
نَمَتْهِ الأنجبون وكلّ قرم | إلى خير الورى يُعزى ويُنمى |
تَخَلَّقَ من سنا نورٍ مبين | فكان الجوهرَ النبويَّ جسما |
بني الشرف الذي يعلو ويسمو | فما أعلى مبانيه وأسمى |
وشيّده وإنْ رغمت أنوفٌ | ولم يَبْرَحْ لأنفِ الخَصم رغما |
بناءٌ قصَّرَتْ عنه السَّواري | وما استطاعت له الحساد هدما |
تأَمَّلْ في عظيم من قريش | تجدْ أسد الشرى والبدر تمّا |
عليه من رسول الله نورٌ | به يمحو الظلام المدلهمّا |
إذا الأَمر المهمّ دهى ، كفانا | بدعوته لنا ما قد أهمّا |
شفاءٌ للصُّدور وكم مريض | يكون له کشتيار الشهد سمّا |
بروحي منك أروعَ هاشمياً | حديدَ القلب واري الزند شهما |
لك الكِلمُ التي جَمَعت فأَوْعت | تروحُ الملحدون بهنَّ كَلْمى |
وكم من حجة ٍ نطقتْ فظلَّتْ | لها فصحاء غير الحق عجما |
وجئت بما يحير الفكر فيه | بيانا منك إلهاماً وفهما |
وقد أَحْيَيْتَ هذا الدين علماً | بحيث الدّين قارب أنْ يرّما |
وقَوَّمْتَ الشريعة فيه حكماً | ولم تر غير حكم الله حكما |
وكم أغضبتَ يا ملايَ قوماً | بما فيهم وكم أرضيتَ قوما |
أتكتم فضلك الحساد جهلاً | وما اسطاع الدجى للنور كتما |
مناقبك النجومُ وليس بدعاً | إذا ما أنكرتها عينُ أعمى |
وجدتك سيّدي للمدح أهلاً | فخذ مدحي إذنْ نثراً ونظما |
وحسبي منك جائزتي دعاءً | به من سائر الأسواء أُحمى |
أنال به الثواب بغير شك | وأمحو بالثناء عليك إثما |
وليس يفي بفضلك كنه مدحي | وكان المدح إلاّ فيك ظلما |