ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ضعيفُ العصا بادي العروقِ ترى لهُ | عَلَيْهَا إذَا مَا أجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعَا |
حِذَا إبِلٍ إنْ تَتْبَعِ الرِّيحَ مَرَّة ً | يدعها ويخفِ الصّوتَ حتّى تريّعا |
لها أمرها حتّى إذا ما تبوّأتْ | بأخفافها مأوًى تبوّأَ مضجعا |
إذا أخلفتْ صوبَ الرّبيعِ وصى لها | عَرَادٌ وَحَاذٌ أَلْبَسَا كُلَّ أجْرَعَا |
وغملى نصيٍّ بالمتانِ كأنّها | ثعالبُ موتى جلدها قدْ تزلّعا |
بني وابشيٍّ قدْ هوينا جواركمْ | وما جمعتنا نيّة ٌ قبلها معا |
خَلِيطَيْنِ مِنْ شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا | قَدِيماً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا |
أرى أهلَ ليلى لا يبالي أميرهمْ | عَلَى حَالَة ِ الْمَحْزُونِ أَنْ يَتَصَدَّعَا |
أقُولُ وَقَدْ زَالَ الْحُمُولُ صَبَابَة ً | وَشَوْقاً وَلَمْ أطْمَعْ بِذلِكَ مَطْمَعَا |
فلوْ أنَّ حقَّ اليومَ منكمُ إقامة ٌ | وإنْ كانَ سرحٌ قدْ مضى فتسرّعا |
فَأَبْصَرْتُهُمْ حَتَّى تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ | بِأَنْقَاءِ يَحْمُومٍ وَوَرَّكْنَ أَضْرُعَا |
يَحُثُّ بِهِنَّ الْحَادِيَانِ كَأَنَّمَا | يَحُثَّانِ جَبَّاراً بِعَيْنَيْنِ مُكْرَعَا |
فلمّا صراهنَّ التّرابُ لقيتهُ | على البيدِ أذرى عبرة ً وتقنّعا |
فَدَعْ عَنْكَ هِنْداً وَالْمُنَى إنَّمَا الْمُنَى | وَلُوعٌ وَهَلْ يَنْهَى لَكَ الزَّجْرُ مُولَعَا |
رَأَى مَا أَرَتْهُ يَوْمَ دَارَة ِ رَفْرَفٍ | لتصرعهُ يومًا هنيدة ُ مصرعا |
متى نفترشْ يومًا عليمًا بغارة ٍ | يَكُونُوا كَعَوْصٍ أوْ أَذَلَّ وَأَضْرَعَا |
وحيَّ الجلاحِ قدْ تركنا بدارهمْ | سَوَاعِدَ مُلْقَاة ً وَهَاماً مُصَرَّعَا |
ونحنُ جدعنا أنفَ كلبٍ ولمْ ندعْ | لبهراءَ في ذكرٍ من النّاسِ مسمعا |
قتلنا لوَ أنَّ القتلَ يشفي صدورنا | بتدمرَ ألفًا منْ قضاعة َ أقرعا |
فلا تصرمي حبلَ الدّهيمِ جريرة ً | بتركِ مواليها الأدانينَ ضيّعا |
يُسَوِّقُهَا تَرْعِيَّة ٌ ذُو عَبَاءَة ٍ | بما بينَ نقبٍ فالحبيسِ فأفرعا |
هدانٌ أخوْ وطبٍ وصاحبُ علبة ٍ | يَرَى الْمَجْدَ أنْ يَلْقَى خَلاءً وَأَمْرُعَا |
ترى وجههُ قدْ شابَ في غيرِ لحية ٍ | وذا لبدٍ تحتَ العصابة ِ أنزعا |
تَرَى كَعْبَهُ قَدْ كَانَ كَعْبَيْنِ مَرَّة ً | وَتَحْسَبُهُ قَدْ عَاشَ حَوْلاً مُكَنَّعَا |
إذَا سَرَحَتْ مِنْ مَنْزِلٍ نَامَ خَلْفَهَا | بميثاءَ مبطانُ الضّحى غيرَ أروعا |
وإنْ بركتْ منها عجاساءُ جلّة ٌ | بمحنية ٍ أشلى العفاسَ وبروعا |
إذَا بِتُّمُ بَيْنَ الأُدَيَّاتِ لَيْلَة ً | وَأَخْنَسْتُمُ مِنْ عَالِجٍ كُلَّ أَجْرَعَا |
عُمَيْرِيَّة ٌ حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلَة ٍ | فبينونة ٍ تلقى لها الدّهرَ مربعا |
كأنّي بصحراءِ السّبيعينِ لمْ أكنْ | بِأمْثَالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدِ مُفَجَّعَا |
كأنَّ على أعجازها كلّما رأتْ | سماواتهُ فيئًا منَ الطّيرِ وقّعا |
فقودوا الجيادَ المسنفاتِ وأحقبوا | على الأَرْحَبِيَّاتِ الْحَدِيدَ الْمُقَطَّعَا |
إذا لمْ ترحْ أدّى إليها معجّلٌ | شَعِيبَ أَدِيمٍ ذَا فِرَاغَيْنِ مُتْرَعَا |
يُطِفْنَ بِجَوْنٍ ذِي عَثَانِينَ لَمْ تَدَعْ | أشَاقِيصُ فِيهِ وَالْبَدِيَّانِ مَصْنَعَا |
وَمِنْ فَارِسٍ لَمْ يَحْرِمِ السَّيْفَ حَظَّهُ | إذَا رُمْحُهُ في الدَّارِعِينَ تَجَزَّعَا |
فَأَلْقَى عَصَا طَلْحٍ وَنَعْلاً كَأنَّهَا | جَنَاحُ السُّمَانَى رَأْسُهُ قَدْ تَصَوَّعَا |
أسفَّ جسيدَ الحاذِ حتّى كأنّما | تردّى صبيغًا باتَ في الورسِ منقعا |
كأنّ مكاناً لَكْلَكَتْ ضرعَها بهِ | مراغة ُ ضِبَعانٍ أسَنَّ وأمرَعَا |