طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طالَ العشاءُ ونحنُ بالهضبِ | وَأَرِقْتُ لَيْلَة َ عَادَنِي خَطْبِي |
حمّلتهُ وقتودَ ميسٍ فاترٍ | سرحِ اليدينِ وشيكة ِ الوثبِ |
لمْ يبقِ نصّي منْ عريكتها | شَرَفاً يُجِنُّ سَنَاسِنَ الصُّلْبِ |
ومعاشرَ ودّوا لوَ أنَّ دمي | يسقونهُ منْ غيرِ ما سغبِ |
ألصقتُ صحبي منْ هواكِ بهمْ | وقلوبنا تنزو منَ الرّهبِ |
متختّمين على معارفنا | نثني لهنَّ حواشيَ العصبِ |
وعلى الشّمائلِ أنْ يهاجَ بنا | جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ |
وَترى الْمَخَافَة َ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ | بجنوبنا كجوانبِ النّكبِ |
ولقدْ مطوتُ إليكَ منْ بلدٍ | نَائي الْمَزَارِ بِأَيْنُقٍ حُدْبِ |
متواتراتٍ بالإكامِ إذا | جلفَ العزازَ جوالبُ النّكبِ |
وكَأنَّهُنَّ قَطاً يُصَفِّقُهُ | خرقُ الرّياحِ بنفنفٍ رحبِ |
قَطَرِيَّة ٌ وَخِلاَلُهَا مَهْرِيَّة ٌ | مِنْ عِنْدِ ذَاتِ سَوَالِفٍ غُلْبِ |
خوصٌ نواهزُ بالسّدوسِ إذا | ضَمَّ الْحُداة ُ جَوَانِبَ الرَّكْبِ |
حتّى أنخنَ إلى ابنِ أكرمهمْ | حسبًا وهنَّ كمنجزِ النّحبِ |
فَوَضَعْنَ أَزْفَلَة ً وَرَدْنَ بِهَا | بحراً خسيفًا طيّبَ الشّربِ |
وإذا تغوّلتِ البلادُ بنا | مَنَّيْتُهُ وَفِعَالُهُ صَحْبي |
أسعيدُ إنّكَ في قريشٍ كلّها | شرفُ السّنامِ وموضعُ القلبِ |
مُتَحَلِّبُ الْكَفَّيْنِ غَيْرُ عَصِيِّهِ | ضيقٍ محلّتهُ ولا جدبِ |
الأوبُ أوبُ نعائمٍ قطريّة ٍ | والأَلُّ أَلُّ نَحَائِصٍ حُقْبِ |