تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تبصّرْ خليلي هلْ ترى منْ ظعائنٍ | تَحَمَّلْنَ مِنْ وَادي الْعَنَاقِ وَثَهْمَدِ |
تَحَمَّلْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً | ولا تاركاتِ الدّارِ حتّى ضحى الغدِ |
يُطِفْنَ ضُحِيّاً وَالْجِمَالُ مُنَاخَة ٌ | بِكُلِّ مُنِيفٍ كَالْحِصَانِ الْمُقَيَّدِ |
تخيّرنَ منْ أثلِ الوريعة ِ وانتحى | لَهَا الْقَيْنُ يَعْقُوبٌ بِفَأْسٍ وَمِبْرَدِ |
لَهُ زِئْبِرٌ جُوفٌ كَأَنَّ خُدُودَهَا | خُدُودُ جِيَادٍ أشْرَفَتْ فَوْقَ مِرْبَدِ |
كَأَنَّ مَنَاطَ الْوَدْعِ حَيْثُ عَقَدْنَهُ | لبانُ دخيليٍّ اسيلِ المقلّدِ |
أطفنَ بهِ حتّى استوى وكأنّها | هَجَائِنُ أُدْمٌ حَوْلَ أعْيَسَ مُلْبِدِ |
فلمّا تركنَ الدّارَ رحنَ بيانعٍ | مِنَ النَّخْلِ لاَ جَحْنٍ وَلاَ مُتبَدِّدِ |
فقلتُ لأصحابي همُ الحيُّ فالحقوا | بِحَوْرَاءَ فِي أتْرَابِهَا بِنْتُ مَعْبَدِ |
فَمَا ألْحَقَتْنَا الْعِيسُ حَتَّى وَجَدْتَنِي | أسفتُ على حاديهمُ المتجرّدُ |
وَقَدْ أَرْخَتِ الضَّبْعَيْنِ حَرْفٌ شِمِلَّة ٌ | بسيرٍ كفانا منْ بريدٍ مخوّدِ |
فلمّا تداركنا نبذنا تحيّة ً | ودافعَ أدنانا العوارضَ باليدِ |
صَدَدْنَا صُدُوداً غَيْرَ هِجْرَانِ بِغْضَة ٍ | وأدنينَ أبرادًا على كلِّ مجسدِ |
ينازعننا رخصَ البنانِ كأنّما | ينازعننا هدّابَ ريطٍ معضّدٍ |
وأقصدَ منّا كلُّ منْ كانَ صاحيًا | صَحِيحَ الفُؤَادِ واشْتَفَى كُلُّ مُقْصَدِ |
فَلَمَّا قَضَيْنَا مِلْ أَحَادِيثِ سَلْوَة ً | وَخِفْنَا عُيُونَ الْكَاشِحِ الْمُتَفَقِّدِ |
دفعنا الجمالَ ثمَّ قلنا لقينة ٍ | صدوحِ الغناءِ منْ قطين مولّدِ |
لَكِ الْوَيْلُ غَنِّينَا بِهِنْدٍ قَصِيدَة ً | وَقُولي لِمَنْ لاَ يَبْتَغِي اللَّهْوَ يَبْعَدِ |