خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
خَلِيلَيَّ لاَ رَبْعٌ بِوَهْبِينَ مُخْبِرُ | ولا ذو حجاً يستنطقُ الدارَ يُعذرُ |
فَسِيرَا فَقَدْ طَالَ الْوُقُوفُ وَمَلَّهُ | قلائصُ أشباهُ الحنيّاتِ ضُمَّرُ |
أَصَاحِ الَّذِي لَوْ كَانَ مَا بِي مِنَ الْهَوَى | بِهِ لَمْ أَدَعْهُ لاَ يُعَزَّى وَيُنْظَرُ |
لكَ الخيرُ هلاّ عُجتَ إذ أنا واقفٌ | أُغِيضُ الْبُكَا في دَارِ مَيٍّ وَأَزْفَرُ |
فَتَنْظُرَ إِنْ مَالَتْ بِصَبْرِي صَبَابَتِي | إِلى َ جَزَعِي أَمْ كَيْفَ إِنْ كُنْتُ أَصْبِرُ |
إِذَا شِئْتُ أَبْكَانِي بِجَرْعَآءِ مَالِكٍ | إِلى َ الدَّحْلِ مُسْتَبْدًى لِمَيٍّ وَمَحْضَرُ |
وَبِالزُّرْقِ أَطْلاَلٌ لِمَيَّة َ أَقْفَرَتْ | ثلاثة َ أحوالٍ تُراحُ وتُمطرُ |
يهيجُ البُكا ألاّ تريمَ وأنَّها | ممرٌّ لأصحابي مراراً ومنظرُ |
إذا ما بدتْ حزوى وأعرضَ حاركٌ | مِنَ الرَّمْلِ تَمْشِي حَولَهُ الْعِينُ أَعْفَرُ |
وجدتُ فؤادي همَّ أنْ يستخفَّهُ | رجيعُ الهوى منْ بعضِ ما يتذكَّرُ |
عَدَتْنِي الْعَوَادِي عَنْكِ يَا مَيُّ بُرْهَة ً | وَقَدْ يُلْتَوَى دُونَ الْحَبِيبِ فَيُهْجَرُ |
عَلى َ أَنَّنِي فِي كُلِّ سَيْرٍ أَسِيرُهُ | وفي نظري من نحوِ أرضكِ أصورُ |
فَإِنْ تُحْدِثِ الأَيَّامُ يَا مَيُّ بَيْنَنا | فَلاَ نَاشِرٌ سِرّاً وَلاَ مُتَغَيِـّرُ |
أَقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا خِفْتُ هَفْوَة ً | منَ القلبِ في آثارِ ميٍّ فأُكثرُ |
أَلاَ إِنَّمَا مَيٍّ فَصَبْراً بَلِيَّة ٌ | وَقَدْ يُبْتَلى َ الْحُرُّ الْكَرِيمُ فَيَصْبِرُ |
تذكِّرُني ميّاً منَ الظّبي عينهُ | مِرَاراً وَفَاهَا الأُقْحُوَانُ الْمُنَوِّرُ |
وفي المرطِ منْ ميٍّ توالي صريمة ٍ | وَفِي الطَّوْقِ ظَبْيٌ وَاضِحُ الْجِيدِ أَحْوَرُ |
وَبَيْنَ مَلاَثِ الْمِرْطِ وَالطَّوْقِ نَفْنَفٌ | هَضِيمُ الْحَشَا رَأْدُ الْوِشَاحَيْنِ أَصْفَرُ |
وَفِي الْعَاجِ مِنْهَا وَالدَّمَالِيجِ وَالْبُرَى | قناً مالئٌ للعينِ ريّانُ عبهرُ |
خراعيبُ أملودٌ كأنَّ بنانها | بناتُ النَّقا تخفى مراراً وتظهرُ |
تَرَى نصفَهَا نِصْفاً قَنَاة ً قَوِيمَة ً | ونصفاً نقاً يرتجُّ أو يتمرمرُ |
تَنْوءُ بِأُخْرَاهَا فَلأْياً قِيَامُهَا | وَتَمْشِي الَهُوَيْنَا مِنْ قَرِيبٍ فَتَبْهُرُ |
وماءٍ كلونِ الغِسلِ أقوى فبعضُهُ | أَوَاجِنُ أَسْدَامٌ وَبَعْضٌ مُعَوَّرُ |
وَرَدْتُ وَأَرْدَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا | نَهُوضٌ بِأُخْرَاهَا إِذَا مَا انْبَرَى لَهَا |
وَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَ | عَلى َ أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ |
كَلَوْنِ الْحِصَانِ الأَنْبَطِ الْبَطْنِ قَآئِماً | تَمَايَلَ عَنْهُ الْجُلُّ وَاللَّوْنُ أَشْقَرُ |
تُهَاوِي بيَ الظَّلْمَآءَ حَرْفٌ كَأَنَّهَا | مُسَيَّحُ أَطْرَاف الْعَجِيزَة ِ أَصْحَرُ |
سنادٌ كأنَّ المسحَ في أخرياتها | على مثلِ خلقاءِ الصَّفا حينَ تخطرُ |
نَهوضٌ بأخراها إذا ما انتحى لها | منَ الأرضِ نهّاضُ الحزابيِّ أغبرُ |
مُغَمِّضُ أَطْرَافِ الْخُبُوتِ إِذَا اكْتَسَى | مِنَ الآلِ جُلاًّ نَازِحُ الْمَآءِ مُقْفِرُ |
ترى فيه أطرافَ الصَّحارى كأنَّها | خياشيمُ أعلامٍ تطولُ وتقصُرُ |
يَظَلُّ بِهَا الْحِرْباءُ لِلشَّمْسِ مَاثلاً | عَلَى الْجَذْلِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يُكَبِّرُ |
إِذَا حَوَّلَ الظلُّ الْعَشيَّ رَأَيْتَهُ | حَنِيفاً وَفِي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ |
غدا أكهبَ الأعلى وراحَ كأنَّهُ | مِنَ الضَّحِّ وَاسْتِقْبَالِهِ الشَّمْسَ أَخْضَرُ |
أنا ابنُ الذينَ استنزلوا شيخَ وائلٍ | وعمرو بنَ هندٍ والقنا يتطيَّرُ |
سَمَوْنَا لَهُ حَتَّى صَبَحْنَا رِجَاَلهُ | صدورَ القنا فوقَ العناجيجِ تخطِرُ |
بذي لجبٍ تدعو عديّاً كماتهُ | إِذَا عَثَّنَتْ فَوْقَ الْقَوَانِسِ عِثْيَرُ |
وإنا لحيٌّ ما تزالُ جيادُنا | تُوَطِّىء ُ أَكْبَادَ الْكُمَاة ِ وَتَأْسِرُ |
أَخَذْنَا عَلَى الْجَفْرَيْنِ آلَ مُحَرّقٍ | وَلاقَى أَبُو قَابُوسَ مِنَّا وَمُنْذِرُ |
وأبرهة َ اصطادتْ صدورُ رماحنا | جِهَاراً وَعُثْنُونُ الْعَجَاجَة ِ أَكْدَرُ |
تَنَحَّى لَهُ عَمْرٌو فَشَكَّ ضُلُوعَهُ | بِنَافِذَة ٍ نَجْلآءَ وَالْخَيْلُ تَضْبِرُ |
أبي فارسُ الحوّاءِ يومَ هُبالة ٍ | إِذِ الْخَيْلُ فِي الْقَتْلى َ مِنَ الْقَوْمِ تَعْثُرُ |
يُقَدّمُهَا لِلْمَوْتِ حَتَّى لَبَانُهَا | فَمَنْ يَتَصَدَّى مَوْجَهَا حِينَ تَطْحَرُ |
كأنَّ فُروجَ اللأمَة ِ السَّردِ شدَّها | على نفسهِ عبلُ الذِّراعينِ مُخدرُ |
وعمّي الذي قادَ الرِّبابَ جماعة ً | وسعداً هو الرأسُ الرئيسُ المُؤمَّرُ |
يَزِيدُ بْنُ شَدَّادِ بْنِ صَخْرِ بْنِ مَالِكٍ | فذلكَ عمّيَ العُدمُليُّ المُشهَّرُ |
عَشِيَّة َ أَعْطَتْنَا أَزِمَّة َ أَمْرِهَا | ضرارٌ بنو القومِ الأغرِّ ومنقَرُ |
أبتْ إبلي أنْ تعرفَ الضَّيمَ نيبُها | إِذَا اجِتْيبَ لْلحَرْبِ الْعَوَانِ السَّنَوَّرُ |
لَهَا حَوْمة ُ الْعِزِّ التي لاَ يَرُومُهَا | مُخِيضٌ وَمِنْ عَيْلاَنَ نَصْرٌ مُؤَزَّرُ |
تَجُرُّ السَّلُوقيَّ الرَّبَابُ وَرَآءَهَا | وسعدٌ يهُزّونَ القنا حينَ تُذعرُ |
وعمرٌو وأبناءُ النَّوارِ كانَّهم | بِطَمٍّ كَأَهْوَالِ الدُّجَى حِينَ يَزْخَرُ |
فَهَلْ شَاعِرٌ أَوْ فَاخِرٌ غَيْرُ شَاعِرٍ | بِقَوْمٍ كَقَوِمِي أَيُّهَا النَّاسُ يَفْخَرُ |
عَلاَ مِنْ يُصَلِّي مِنْ مَعَدٍّ وَغَيْرِهَا | |
همُ المنصبُ العاديُّ مجداً وعزّة ً | وهمْ منْ حصى الدَّهنا ويبرينَ أكثرُ |
وَهُمْ عَلَّمُوا النَّاس الرِيَاسَة َ لَمْ يَسِرْ | بها قبلهمْ منْ سائرِ الناسِ معشرُ |
وَهُمْ يَوْمَ أَجْرَاعِ الْكُلاَبِ تَنَازَلُوا | عَلَى جَمْعِ مَنْ سَاقَتْ مُرَادٌ وَحِمْيَرُ |
بِضَرْبٍ وَطَعْنٍ بِالرِّمَاحِ كَأَنَّهُ | حَرِيقٌ جَرَى فِي غَابَة ٍ يَتَسَعَّرُ |
عشيَّة َ فرَّ الحارثيّونَ بعدما | قَضَى نَحْبَهُ فِي مُلْتَقَى الْقَوْمِ هَوْبَرُ |
وقال أخو جرمٍ ألا لا هوادة ٌ | ولا وزرٌ إلاّ النّجاءُ المُشمِّرُ |
وعبدُ يغوثٍ تحجِلُ الطَّيرُ حولَهُ | قَدِ کحْتَزَّ عُرْشَيْهِ الْحُسَامُ الْمُذَكَّرُ |
أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أنَّنَا آل خِنْدِفٍ | بنا يسمعُ الصَّوتَ الأنامُ ويُبصرُ |
لَنَا الْهَامَة ُ الْكُبْرَى التَّي كُلُّ هَامَة ٍ | وَإِنْ عَظُمَتْ مِنْهَا أَذَلُّ وَأَصْغَرُ |
إذا ما تمضَّرنا فما الناسُ غيرُنا | ونُضعفُ أضعافاً ولا نتمضَّرُ |
إذا مُضرُ الحمراءُ عبَّ عُبابُها | فمن يتصدَّى موجها حينَ يطحرُ |
أنا ابنُ النَّبيِّينَ الكرامِ فمنْ دعا | أَباً غَيْرَهُمْ لاَ بُدَّ عَنْ سَوْفَ يُقْهَرُ |
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي سَمَوْتُ لِمَنْ دَعَا | لَهُ الشَّيْخُ إِبراهِيمُ وَالشَّيخُ يُذْكَرُ |
لَياَلِي تَحْتَلُّ الأَباَطِحَ جُرْهُمٌ | وَإِذْ بِأبِينَا كَعْبَة ُ اللَّه تَعْمُرُ |
نَبِيُّ الْهُدَى مِنَّا وَكُلُّ خَليِفَة ٍ | فَهَلْ مِثْلُ هذَا في الْبَرِيَّة ِ مَفْخَرُ |
لَنَا النَّاسُ أَعْطَانَاهُمُ اللّهُ عَنْوَة ً | ونحنُ لهُ والله أعلى وأكبرُ |
أنا ابنُ معدٍّ وابنُ عدنانَ أنتمي | إلى منْ لهُ في العزِّ وردٌ ومصدرُ |
لَنَا مَوْقِفُ الدَّاعِينَ شُعْثاً عَشيَّة ً | وَحَيْثُ الْهَدَايَا بِالْمَشَاعِرِ تُنْحَرُ |
وجمعٌ وبطحاءُ البطاحِ التي بها | لنا مسجدُ اللهِ الحرامُ المُطهَّرُ |
وكُلُّ كريمٍ منْ أناسٍ سوائنا | إِذَا مَا الْتَقَيْنَا خَلْفَنَا يَتَأَخَّرُ |
إذا نحنُ رفَّلنا امرءاً سادَ قومهُ | وإنْ لم يكنْ منْ قبلِ ذلكَ يُذكرُ |
هَلِ النَّاسُ إِلاَّ نَحْنَ أَمْ هَلْ لِغَيْرِنَا | بَنِي خِنْدِفٍ إِلاَّ الْعَوارِي مِنْبَرُ |
أَبُونَا إِياَسٌ قَدَّنَا مِنْ أَدِيمِهِ | لِوَالِدَة ٍ تُدْهِي الْبَنِينَ وَتُذْكِرُ |
ومنّا بُناة ُ المجدِ قد علمتْ به | مَعَدٌّ وَمِنَّا الْجَوْهَرُ الْمُتَخَيَّرُ |
أنا ابنُ خليلِ اللهِ وابنُ الذي له الـ | ـمشاعرُ حتَّى يصدُرَ الناسُ تُشعرُ |