مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَرَرْنَا عَلَى دَارٍ لِمَيَّة َ مَرَّة ً | وجاراتها قد كادَ يعفو مقامُها |
فَلَمْ يَدْرِ إِلاَّ اللهُ مَا هَيَّجَتْ لَنَا | أهلَّة ُ أنآءِ الدِّيارِ وشامُها |
وقدْ زوَّدتْ ميٌّ على النأيِ قلبهُ | عَلاَقَاتِ حَاجَاتٍ طَوِيلٍ سَقَامُهَا |
فأصبحتُ كالهيماءِ لا الماءُ مبريٌ | صداها ولا يقضي عليه هيامُها |
كَأَنِّي غَدَاة َ الزُّرْقِ يَا مَيُّ مُدْنَفٌ | يَكِيدُ بِنَفْسٍ قَدْ أَجَمَّ حِمَامُهَا |
حِذَارَ اجْتِذَامِ الْبَيْنِ أَقْرَانَ طِيَّة ٍ | مصيبٍ لوقراتِ الفؤادِ انجذامُها |
خَلِيليَّ لَمَّا خِفْتُ أَنْ تَسْتَفِزَّنِي | أَحَاديثُ نَفْسي بِالنَّوَى واحْتِمَامُهَا |
تَدَاوَيْتُ مِنْ مَيٍّ بِتَكْلِيمَة ٍ لَهَا | فما زادَ إلاّ ضعفَ دائي كلامُها |
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الِمِسْكَ أَوْ نَوْرَ حَنْوَة ٍ | بميثاءَ مرجوعٌ عليه التثامُها |
كأنَّ على فيها تلألؤَ مزنة ٍ | وَمِيضاً إِذَا زَانَ الْحَدِيثَ ابْتِسَامُهَا |
أَلاَ خَيَّلَتْ مَيٌّ وَقَدْ نَامَ صُحْبَتي | فَمَا نَفَّرَ التَّهْوِيمَ إِلاَّ سَلاَمُهَا |
طروقاً وجلبُ الرَّحلِ مشدودة ٌ به | سَفِينَة ُ بَرٍّ تَحْتَ خَدي زمَامُهَا |
أنيختْ فألقتْ بلدة ً فوقَ بلدة ٍ | قَلِيلٍ بِهَا الأصْوَاتُ إِلاَّ بُغَامُهَا |
يَمَانِيَة ٌ في وَثْبِهَا عَجْرَفِيَّة ٌ | إِذَا انْضَمُّ إِطْلاَهَا وَأَوْدَى سَنَامُهَا |
وَدَوِّيَّة ٍ تَيْهَآءَ يَدْعُو بَجَوْزِهَا | دُعَآءَ الثَّكَالَى آخِرَ اللَّيْلِ هَامُهَا |
أطلتُ اعتقالَ الرَّحلِ في مدلهمِّها | إذا شركُ الموماة أودى نظامُها |
ولستُ بمحيارٍ إذا ما تشابهتْ | أماليسُ مخضرٌّ عليها ظلامُها |
أُقِيمُ السُّرَى فَوْقَ الْمَطَايَا لِفْتَية ٍ | إذا اضطربوا حتَّى تجلَّى قتامُها |
عَلَى مُسْتَظلاَّت الْعُيُونٍ سَوَاهِمٍ | شويكية ٍ يكسو بُراها لُغامُها |
يُطَرِّحْنَ حِيرَاناً بِكُلِّ مَفَازَة ٍ | سقاباً وحولاً لم يكمَّلْ تمامُها |
ترى طيرها منْ بينِ عافٍ وحاجلٍ | إلى حيَّة ِ الأنفاسِ موتى عظامُها |
وأشعثَ قد ساميتهُ جوزَ قفرة ٍ | سَوَآءٌ عَلَيْنَا ضَحْوُهَا وَظَلاَمُهَا |
تَهَاوَى بِهِ حَرْفٌ قِذَاف كَأَنَّهَا | نعامة ُ بيدٍ ضلَّ عنها نعامُها |