فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فَتكُ اللّواحظِ والقُدودِ الهِيفِ | أغرى السهادَ بطرفيَ المطروفِ |
فجهلتُ تضعيفَ الجفونِ، وإنما | ضعفُ القلوبِ بذلكَ التضعيفِ |
في كلّ يومٍ للواحظِ غارة ٌ | شُغِفَتْ بنَهبِ فُؤاديَ المَشغُوفِ |
فتَرتْ وما فَتر القتالُ وأُضعِفَتْ، | وفعالها بالفتكِ غيرُ ضعيفِ |
فلَئن سطَتْ أيدي الفِراقِ وأبعدتْ | بدراً تحجبَ نصفهُ بنصيفِ |
فلكم نعمتُ بوصلهِ في منزلٍ | قد طابَ فيهِ مَربَعي ومَصيفي |
فارقتُ زوراءَ العراقِ، وإن لي | قَلباً أقامَ برَبعِهِ المألُوفِ |
فلأثنينّ إلى العراقِ أعنتي، | وأطيلُ في تلكَ الديارِ وقوفي |
فيها بُدورٌ في خِلالِ مَضارِبٍ، | وشموسُ دجنٍ من وراءِ سجوفِ |
فاقتْ بكلّ مقرطقٍ ومشنفٍ، | والحسنُ بينَ قراطقٍ وشنوفِ |
فاتَ المرادُ، فبِتُّ أقرَعُ بَعدَهم | سنّي، وأصفُقُ، إذ نأيتُ، كفوفي |
فرداً أُعَلَّلُ من لِقاهم بالمُنى ، | وأعيشُ بعدَ القومِ بالتسويفِ |
فصلتْ ملازمة ُ السقامِ مفاصلي، | بيَدِ البُعادِ، وأنكَرَتْ تَعريفي |
فعرفتُ بالحبّ المبرحِ مثلما | عرفتْ يدُ المنصورِ بالتصريفِ |
فخرُ المُلوكِ، ونجمُها، وهلالُها، | غوثُ الطريدِ وملجأُ الملهوفِ |
فكرٌ يدورُ في أمورِ مانه | طرفي، خبير في الزمانِ عروفِ |
فَجرٌ، إذا ما الظّلمُ أظلَمَ لَيلُهُ، | جَلّى دُجاهُ بعَدلِهِ المَوصوفِ |
فَرضٌ على أسيافِهِ وبَنانِهِ | بالعدّ رددهُ وصرفِ صروفِ |
فتكَتْ يَداهُ بالنُّضارِ، فأتلَفَتْ | ماضمهُ من تالدٍ وطريفِ |
فشعارهُ في الحربِ فلُّ مقانبٍ، | وصَنيعُهُ في السّلمِ بَذلُ أُلوفِ |
فرَقَ الزّمانَ بحالَتَيهِ، فدَهرُهُ | يومانِ: يومُ ندًى ويومُ حتوفِ |
فلذاكَ آنستِ الوقوفُ بربعهِ، | نارينِ نارِ وغى ً ونارِ مضيفِ |
فهمٌ، ولكن في مسامعِ فهمه | صُمٌّ عن التّقييدِ والتّعنيفِ |
فَنَدُ العواذِلِ في السّماحِ يَزيدُه | جوداً، ويرجفهم برغمِ أنوفِ |
فلّ الجيوشَ بعزمة ٍ ملكية ٍ، | تغنيهِ عن خطية ٍ وسيوفِ |
فصلُ القضا متتابعٌ لقضائهِ، | تلقى إليهِ أزمة ُ التشريفِ |
فضلٌ بهِ فضلَ الأنامَ، وهمة ٌ | ركبَ العلوَّ بها بغيرِ رديفِ |
فهُنا بنَظمِ حَديثِهِ مع أنّنا، | ما إن نَرومُ بهِ سوى التّشريفِ |
فزنا بهِ الفوزَ العظيمَ من الردى ، | وأمِنّا في مَغناهُ كلّ مَخوفِ |