أرشيف الشعر العربي

صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،

صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
صرَفُ المُدامِ بهِ السّرورُ مُخَصَّصُ، وبهِ الهمومُ عن القلوبِ تمحصُ
صَرّفْ بها عَنكَ الهمومَ لتَغتَدي فِرَقاً، إذا تُملا الكؤوسُ النُّقّصُ
صبهاءُ قد راضَ المزاجُ مزاجها، فغَدَتْ تُقَهقِهُ، والفَواقعُ ترُقصُ
صاغَ المِزاجُ لها فَواقعَ فّضة ٍ مثلَ اللآلي، وهيَ تبرٌ مخلصُ
صدّ التقى قوماً، فأبدوا زهدهم فيها، وماذا ضَرّهم لو رَخّصُوا
صاموا، وفطرهمُ على مفسودها جَهلٌ، فهَلاَ استُخلِصَ ما استَخلصُوا
صفتِ المدامة ُ والسقاة ِ فتارة ً تُزجَى الكُؤوسُ وتارَة ً تترَبّصُ
صعبتْ، فحكمنا السقاة َ بمزجها فغَدا يَزيد بها المِزاجُ ويَنقُصُ
صبغتء خدودَ سقاتها من نورها شفقاً بهِ تجلى العيونُ الشخصُ
صدقَ الذي قد قالَ عن شمسِ الضحى إنّ البدرَ بنورها تتقمصُ
صفراءُ مِن وَقعِ المِزاجِ صَقيلة ٌ، يسعى بها سبطُ البنانِ مخرصُ
صنمٌ أضلّ العاشقينَ، فمعشرٌ قد زُوّدوا فيها، وقومٌ نُقّصُوا
صادَ القُلوبَ بمُقلَتَيهِ ولم أخَل أنّ الجآذرَ للقساورِ تقنصُ
صَبَغَ الأناملَ من دِمائي، وما دَرَى أنّ ابنَ أرتقَ عن دمي يتفحصُ
صُبحٌ جَلا لَيلَ الخُطوبِ بنُورِهِ، نجمٌ إليهِ كلٌّ طرفٍ يشخصُ
صَعبُ العَريكَة ِ، سَهَلَة ٌ أخلاقُهُ، قَومٌ بهِ سَعِدوا، وقَومٌ نُغّصُوا
صابَتْ يَداهُ، فلا السّماحُ بربعِهِ وانٍ، ولا ظِلُّ الأماني يَقلِصُ
صَدَرَتْ مَناقبُهُ الحِسانُ، فأصبَحَتْ تُغري الأنامَ بمَدحِهِ وتُحَرّصُ
صعدتْ مراتبُ مجدهِ، فكأنما تعلو لهُ فوقَ المجرة ِ أخمصُ
صاحبتَ، نجمَ الدينِ، دهرك صائلاً بعَزيمَة ٍ مِن كَيدِهِ لا تَنكُصُ
صَقَلَتْ تَجاريُب الأُمُورِ مُتُونَها، كالسيفِ يصلحهُ الصقالُ ويخلصُ
صرمتْ شمالَ المسلمينَ بصارمٍ غالٍ، بهِ مُهَجُ القُلوبِ تُرَخَّصُ
صافي الحَديدَة ِ في مَضارِبِه الرّدى ، بادٍ، وشَكلُ المَوتِ فيهِ مُشخَصُ
صادَمتَهُم في نَقعِ لَيلٍ حالِكٍ، طَرْفُ المَنيّة ِ في دُجاهُ أخوصُ
صفتْ صفاحُ الهندِ حولَ أديمهِ، فكأنّهُ بالبِيضِ عَبدٌ أبرَصُ
صَكتْ ظُباكَ رؤوسَهم وجسومَهم، فالهامُ تنثرُ، والضلوعُ تقصصُ
صرف القضاء ، يا ابن أرتق خادمٌ لعلوكم، والدهرُ داعٍ مخلصُ
صوبتُ نحوكمُ عنانَ مدايحي، فمَدَقَّقٌ مِن نَظمِها ومُلَخَّصُ
صحتْ معانيها، وشرفَ لفظها بكم، وطابَ خِتامُها والمُخلَصُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (صفي الدين الحلي) .

يا مليكاً قد طابَ أصلاً وفرعاً،

كيفَ الضلالُ وصبحُ وجهكَ مشرقُ،

عبثَ النسيمُ بقدهِ فتأودا،

شمولٌ إلى نيرانِها أبداً نعشو،

كِلانا على ما عَوّدَتهُ طِباعُهُ،


المرئيات-١