أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أجلكَ إن يسخُ الزمانُ، وتبخلُ، | ويعدلُ فينا باللقاءِ فتعدلُ |
ويُسعِفُنا بالقُربِ منكَ، فتَغتَدي، | ودونَكَ أستارُ التّحَجّبِ تُسبَلُ |
فملْ نحوَ إخوانِ الصفاءِ، ولا تقل، | فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ |
فإنْ لم تَزُرنا، والخيامُ قَريبَة ٌ، | ولا سِترَ إلاَّ الأتحميّ المُرَعبَلُ |
فكَيفَ إذا حَقّ التّرَحّلُ في غَدٍ، | وشُدّتْ لطَيّاتٍ مَطايا وأرحُلُ |
فقَد مَرّ لي يومٌ سَعيدٌ لغَيمِهِ | لبائدُ عن أعطافِهِ ما تَرَجَّلُ |
ولَيلَة ِ سَعدٍ يَصطَلي العُودَ ربُّها، | سُروراً، وفي آنائِها البَدرُ يُشغَلُ |
أدارَ بها الوِلدانُ كأساً رويّة ً، | وشَمّرَ منّي فارِطٌ مُتَمَهِّلُ |
فنَحنُ وقد حَيّا السّقاة ُ بشُربِها، | فريقانِ مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ |
وهَبَّ لَنا شادٍ حَكَى الغُصنَ قَدُّهُ، | ألفُّ، إذا ما رعتهُ اهتاجَ، أعزلُ |
يَجُسّ من الأوتارِ صُهباً، كأنّها | خُيوطَة ُ ماريٍّ تُغارُ وتُفتَلُ |
يَفرّ بها من نَحرِهِ، فكأنّهُ | يطالعها في أمرهِ كيفَ يفعلُ |
إذا هَزّ للتّرجيعِ رخصَ بَنانِهِ، | يثوبُ فتأتي من تحيتٍ ومن علُ |
تُتابعُهُ فيها رُمُوزٌ، كأنّها | مُرَزّأة ٌ ثَكلَى تُرِنّ وتُعوِلُ |
إذا واحدٌ منها استَعانَ بصَحبِهِ، | دعا، فأجابتهُ نظائرُ نحلُ |
وقامَتْ لَنا عندَ السّماعِ رَواقِصٌ، | عَذَارَى عَلَيهنّ المُلاءُ المُذَيَّلُ |
يحركنَ في الكفينِ شيزاً كأنهُ | قِداحٌ بكَفّيْ ياسرٍ تَتَقَلْقَلُ |
إذا الرّقصُ هزّ الرِّدفَ منهنّ خِلتَهُ | يَظَلّ بهِ المُكّاءُ يَعلُو ويَسفُلُ |
فثُبْ نحوَ صَحبٍ لم تَزَلْ مُتَفَضّلاً | علَيهم، وكانَ الأفضَلَ المُتَفَضِّلُ |
فذا العيشُ لا من أصبحَ السيدُ جاره، | وأرقَطُ زُهلولٌ، وعَرفاءُ جَيألُ |