إذا عَلِمَ العِدى عَنكَ انتِقالي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا عَلِمَ العِدى عَنكَ انتِقالي، | فخذْ ما شئتَ من قيلٍ وقالِ |
ونالوا منكَ بالأقوالِ عِرضاً، | وقَيَناهُ بأطرافِ العَوالي |
وقد كانَ العذولُ يودّ أني | أُسيغُ لهُ اليَسيرَ مِنَ المَقالِ |
فكَيفَ إذا تَيَقّنَ فيك زُهدي، | وكانَ يسرهُ عنكَ اشتغالي |
فكم سخطَ الأنامُ، وأنتَ راضٍ، | وكم رَخُصَ المِلاحُ، وأنتَ غالي |
وكم هدمتْ حمى قومي خطوبٌ | تهدّ الراسياتِ، وأنتَ عالي |
وكم من وَقعَة ٍ لعِداكَ عِندي، | نذرتُ بها دمي، ونذرتُ مالي |
وكم همتُ كلابُ الحيّ نهضاً | وقد حمتِ الأسودُ حمى الغزالِ |
وكم لامَتْ عَلَيكَ سَراة ُ أهلي، | فأحسبُ قولَ آلي لمعَ آلِ |
وكم خاطَرتُ فيكَ ببَذلِ نَفسي | وأعلَمُ أنّ بالي فيكَ بالي |
وكم صبٍّ تفاءَلَ في حبيبٍ | وفَى لي، إنّ حبّي ما وَفَى لي |
وكم جَرّبتُ قَبلَكَ من مَليحٍ، | فأمسَى جيدُ حالي منهُ حالي |
ولولا أنّ في التجريبِ فضلاً، | لمَا فضلَ اليمينُ على الشمالِ |
أظنكَ، إذ حويتَ الحسنَ طرّاً، | وإذ وفيتَ أقسامُ الجمالِ |
قصدتَ بأنْ جعلتَ العذرَ عيباً، | عَساهُ يَقيكَ من عَينِ الكَمالِ |
فسوفَ أسوءُ نفسي بانقطاعي، | بحَيثُ أسرّ نَفسَكَ بارتِحالي |
إذا ماشئتَ أن تسلو حبيباً، | فأكثرْ دونهُ عددَ الليالي |