أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أزِلْ بالخَمرِ أدواءَ الخُمارِ، | وعاقِرْ صَفوَ عَيشِكَ بالعُقارِ |
وهبّ مع الصباحِ إلى صبوحٍ، | وصلْ آناءَ ليلكَ بالنهارِ |
وإنْ شرفتَ مجلسنا، فإنّا | لنا حقّ الصداقة ِ والجوارِ |
فعندي سادة ٌ غرٌّ كرامٌ، | يَزينُونَ الخَلاعَة َ بالوَقارِ |
ومَجلِسُنا بهِ ساقٍ صَغيرٌ، | يُحَيّينا بأقداحٍ كِبارِ |
إذا ما قلت: مهلاً! قال: مه لا، | وحقك ليسَ ذا يوم اختصارِ |
وشادٍ قد حوى في الخدّ منهُ | كما في الكأسِ من ماءٍ ونارٍ |
إذا أرضَى مَسامعنا بشَدوٍ، | تُجاوِبُهُ البَلابلُ والقُمارِي |
وحضرتنا من الأزهارِ ملأى ، | من الوَردِ المُكَلَّلِ بالبَهارِ |
وفي ميداننا فرسانُ لهوٍ، | كماة ٌ في المجالسِ لا القفارِ |
رماحُهُمُ الشّموعُ بهِ، وفيهِ | دُخانُ النّدّ كالنّقعِ المُثارِ |
وراحق في لجينِ الكأسِ تحكي | بصفرة ِ لونها ذوبَ النضارِ |
وقد عَقَدَ الحَبابُ لها نِطاقاً، | لمِعصَمِ كأسِها شِبهَ السِّوارِ |
فَلا تَعزِمْ لَنا عُذراً، فإنّا | نجلكَ عن مقامِ الإعتذارِ |
وعَجّلْ بالتّفَضّلِ، أو أرِحنا | بمَنعِكَ عن عَناءِ الانتِظارِ |