أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أرسلتْ في الكؤوسِ بالمعجزاتِ، | فأرتنا الآياتِ والبيناتِ |
وتجلتْ من خدرِها، فنهضنا، | ومشينا لفضلِها خطواتِ |
كيفَ لا تخضعُ العقولُ لديها، | وهيّ سلطانُ سائرِ المسكراتِ |
قَهوَة ٌ بَردُها يَنُوبُ عن الما | ءِ، وتغني طوراً عن الأقواتِ |
لو حَسَا ابنُ التّسعينَ منها ثَلاثاً | أبدَلَتْ قَوسَ قَدّهِ بقَناة ِ |
قَتَلَتها السُّقاة ُ عَمداً لتَحيَا، | بشَبا الماءِ لا حدودِ الظُّباتِ |
ألفوا في الكؤوسِ إذ مزجوها، | بينَ ماءَ الحيا وماءِ الحياة ِ |
بأحمرارٍ يدبّ في يققِ الما | ءِ دَبيبَ التّضريجِ في الوَجَناتِ |
سبكَ الدهرُ تبرها، فتراءتْ | كسنا الشمسِ في الصفا والصفاتِ |
جاءَ نَصّ الكتابِ بالنّفعِ فيها، | لو خلتْ من مآثمِ الشبهاتِ |
نهكَ المفرطونَ فيها حمَى الإسـ | ـلاَمِ مِن غَيرِ عِدّة ِ وَثَباتِ |
لو حَسَوها بما لها من شروطٍ، | بدلتْ سيئاتهم حسناتِ |
قلتُ لمّا شربتها مع كرامٍ | عَرَفوا ما لها منَ الآياتِ |
ولدينا السرورُ دانَ، وعنّا | الضّدُّ قد غابَ والزّمانُ مُواتِ: |
كم يَفُوتُ المُعربدينَ على السّكْـ | ـرِ لدَينا من طَيّبِ اللّذّاتِ |