بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بَدَتْ، فَلَمْ يَبقَ سِترٌ غيرَ مُنْهَتِكِ | منّا ولم يَبقَ سرٌّ غَيرَ مُنْهَتِكِ |
وأقبلتْ، وقميصُ الليل قد نحلتْ | أسمالُهُ، ورداءُ الصّبحِ لم يُحَكِ |
تَبَسّمَتْ إذ رأتْ مَبكايَ فاشتَبَهَتْ | مدامعي بلآلي الثغرِ في الضحكِ |
فحِرتُ من دُرّ عَبراتي ومَبسِمِها، | ما بَينَ مُشتَبِهٍ منها ومُشتَبِكِ |
ملكتِ قلبي وجسمي في يديكِ هوًى ، | إن شئتِ فانتهبي، أو شئتِ فانتهكي |
أفنَتْ لِحاظُكِ أربابَ الغَرامِ، وما | عليكِ في قتلة ِ العشاق من دركِ |
يذلّ كلّ عزيزٍ في هواكِ كما | يعزّ كلّ ذليلٍ في حمى الملكِ |
مَلْكٌ لو أنّ يَدَ الأقدارِ تُنصِفُهُ، | لما أحَلّتهُ إلاَّ ذُروَة َ الفَلَكِ |
يستعظمُ الناسُ من نحكيه عنه، فإنْ | لاذوا به استَقْلَلوا ما كان عنه حُكي |
يستعظمُ الناسُ ما نحكيه عنه، فإنْ | |
تشاركَ الناسُ في إنعام راحتهِ، | ومَجدُهُ في البَرايا غَيرُ مُشترَكِ |
بحرٌ، ولكنّهُ طابَتْ مَشارِعُهُ، | والبحرُ يجمَعُ من طيبٍ ومن سَهَكِ |
في كفهِ قلمٌ تهمي مشافرهُ، | في نَفعِ مُعتَكَرٍ، أو وَقعِ مُعتَرَكِ |
قل للمنكبِ عنهُ كي ينالَ غنى ً، | لقد سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ مُنسَلِكِ |
يا قاصدي البحر إنّي في ذرى ملكٍ، | لديهِ أصبحتُ جارَ البحرِ والملكِ |
يا ناصرَ الدّينِ يا مَن شُهبُ عزمتِهِ | منيرة ٌ في سماءِ المجدِ والحبكِ |
لا يُقدِمُ الدَّهرُ يوماً أن يَميلَ على | عَبدٍ بحَبلِ وَلاءٍ منكَ مُمتَسِكِ |
ما إن حططتُ رحالي في ربوعكمُ، | إلاَّ وكنتم لَنا كالماءِ للسَّمَكِ |
ما زِلتَ تَمنَحُني ودّاً، وتَرفَعُني | حتى ظننتُ محلّي ذروة َ الفلكِ |
وكيفَ تَدرُجُ بي عن ظلّكُم قَدَمٌ | كأنّني حافياً أمشي على حَسَكِ |
أمسى لها جودكم من أوثقِ الشركِ | |
فاسلمْ على قللِ العلياءِ مرتفعاً | عزاً، وشانئكم في أسفلِ الدركِ |