عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عزمتَ، يا متلفي، على السفرِ، | واطولَ خَوفي عليكَ واحَذَرِي |
يؤيسني من لقاكَ قولهم | بأنّهُ لا رجُوعَ للقَمَرِ |
تمهل مضى جفاك، | تحملْ ذبتُ في هواك |
يا من حكَى الظبيَ في تلفتهِ، | وفاقهُ بالدلالِ والخفرِ |
أتلفتني بالصدودِ معتدياً | فذَلّ عِزّي وعزَّ مُصطَبَرِي |
تَدَلّل مُهجَتي فِداك، | تسهلْ بعضَ ذا كفاك |
ودّعتَني، والدّموعُ سائحة ٌ، | لو عرضتْ للمطيّ لم تسرِ |
وخاطري بالفِراقِ مُنكَسِرٌ، | ولاعجُ الوَجدِ غَيرُ مُنكَسِرِ |
مُبَلبَلٌ أرتَجي لِقاك، | أعللُ انني أراك |
علَيكَ جِسمٌ كالماءِ رِقّتُهُ، | يضمّ قلباً قد قدّ من حجرِ |
وطلعة ٌ كالهلالِ مشرقة ٌ، | تزهى على غصنِ قدّك النضرِ |
إذا أقبَلَ يَخجَلُ الأراك | ويذبل عندما يراك |
إن قيلَ قدْ رمتَ في الهوَى بدلاً | فانظُرْ، فلَيسَ العِيانُ كالخَبَرِ |
فتشْ فؤادي، فأنتَ ساكنُه، | فلَيسَ فيهِ سِواكَ من بَشَرِ |
تأمّل هَل بِهِ سِواك | ليُقفَل، مقتضَى رِضاك |
كأنّ نارَ الجَحيمِ هجرُك لي، | لم تبقِ من مهجتي ولم تذرِ |
إن كان أقصى مناكَ سفكَ دمي | فلَيسَ عندي لذاكَ من أثَرِ |
أيحمل حتفاً من رجاك | ويقتل، وهوَ في جماك |
يا قلبِ قد كانَ من بليتَ به، | فاصبرْ لحُكمِ القَضاءِ والقَدَرِ |
فالصبرُ كالصبرِ في مرارته، | لكنّ فيهِ عَواقبَ الظّفَرِ |
تحمّل في الهَوَى أذاك، | نذلل كي نرَى مناك |