حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حديثُ الناسِ أكثرهُ محالُ، | ولكنْ للعِدَى فِيهِ مَجالُ |
وأعلَمُ أنّ بَعضَ الظّنّ إثمٌ، | ولكنْ لليَقينِ بِهِ احتِمالُ |
وكنتُ عذرتكم والقولُ نزرٌ، | فما عذري وقد كشرَ المقالُ |
وقلتم: قيلَ ما لا كانَ عنّا، | فمَن لي أن يَكونَ، ولا يُقالُ |
فَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري، | وقوّضَ فِيهِ مالي والرّجالُ |
وكم قد رامَهُ ضِدّي بسوءٍ، | فراحَ وآلُهُ في الحَربِ آلُ |
سألتُكَ لا تَدَعْ للقَولِ وَجهاً، | فيكثُر حينَ أذكُرُكَ الجِدالُ |
وإنّي مع صدودِكَ والتجنّي | وفيٌّ ليسَ لي عنكَ انتقالُ |
أغارُ إذا سرَى بحماكَ برقٌ، | وأغضَبُ كُلّما طَرَقَ الخَيالُ |
وأُوثرُ أن يَنالَ دَمي ووَفري، | ومحبوبي عزيزٌ لا ينالُ |
لأنّي لا أخونُ عهودَ خلٍّ، | ولو حفتْ بيَ النوبُ الثقالُ |
وإنّي إنْ حَلَفتُ لَهُ يَميناً، | فَما غَيرُ الفِعالِ لها شِمالُ |
فَيا مَنْ سرّني باللّفظِ منهُ، | ولكنْ ساءَني منهُ الفِعالُ |
إلى كَم ألتَقيكَ بوَجهِ بِشرٍ، | وفي طَيّ الحَشا داءٌ عُضالُ |
وأحملُ من عداتِكَ كلذ يومٍ | حديثاً ليسَ تحملهُ الجبالُ |
وأسمَعُ من وُشاة ِ الحَيّ فينا | كلاماً دونَ موقعهِ النبالُ |
وأرسلُ مع ثقاتكَ من حديثي | عتاباً، دونهُ السحرُ الحلالُ |
ومهما لم يكنْ في السيفِ أصلٌ | لجوهرهِ، فما يجدي الصقالُ |
جعلتَ جَميعَ إحساني ذُنُوباً، | وطالَ بكَ التّعَتّبُ والدّلالُ |
وقلتَ بكَ انهتَكتُ، وذاكَ زُورٌ | وإنّ الزورَ موقعهُ محالُ |
فَمَا نَفعي بحُسنٍ في خَليلٍ، | إذا لم يَصفُ لي منهُ الخِلالُ |
إذا عدمَ الفتى خلقاً جميلاً، | يَسودُ بِهِ، فَلا خُلِقَ الجَمالُ |