أرشيف الشعر العربي

سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،

سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
سَفهاً، إذا شُقّتْ عليكَ جُيوبُ، إنْ لم تشقّ مرائرٌ وقلوبُ
وتملقاً سكبُ الدموعش على الثرى إنْ لم يُمازِجها الدّمُ المَسكُوبُ
يا حمزة َ الثاني الذي كادتْ لهُ صمُّ الجبالِ الراسياتِ تذوبُ
إن ضاعَ ثارُكَ بينَ آلِ محاسنٍ، تلكَ المحاسنُ كلّهنَ عيوبُ
لم أبكِ بالحزنِ الطويلِ تملقاً، حزني عليكَ وقائعٌ وحروبُ
فلأبكِيَنّكَ بالصّوارِمِ والقَنا، حتى يحطَّمَ ذابلٌ وقضيبُ
لايأملنّ بنو أبي الفضلِ البقا، إنّ الفَناءَ إلَيهِمُ لقَريبُ
ووَراهمُ من آلِ سِنبِسَ عصبَة ٌ مُرْدٌ، وشُبّانٌ تُهابُ، وشِيبُ
قومٌ، إذا غضِبوا على صرفِ القَضا، جاءَ الزّمانُ من الذّنوبِ يَتوبُ
وإذا دُعوا يوماً لدَفعِ مُلِمّة ٍ، بسموا وفي وجهِ الزمانش قطوبُ
إن خوطبوا، فحديثهم وخطابُهم خَطبٌ وفي يومِ الجِدالِ خَطيبُ
فليبكينكَ طرفُ كلّ مثقفٍ يُزهَى بحَملِ سِنانِهِ الأُنبوبُ
يبكيكَ في يومِ الهياجِ بأعينٍ خُزرٍ، مَدامِعُها الدّمُ المَصبوبُ
والصّبحُ لَيلٌ بالعَجاجِ، وقد بَدا بالبِيضِ في فَودِ العَجاجِ مَشيبُ
ولقد رَضيتَ بأنْ تَعيشَ مَنزَّهاً، لا غاصباً فيها، ولا مغصوبُ
في منصبٍ، للهِ فيهِ طاعة ٌ تُرضي، وللفقراءِ فيهِ نَصيبُ
ستثيرُ ثاركَ، يا ابنَ حمزة َ، عصبة ٌ شُمّ الأُنوفِ إلى القِراعِ تَثوبُ
نُجَباءُ من آلِ العَريضِ، إذا سطوا يوماً، أفادوا الدّهرَ كيفَ ينوبُ
سمعَتْ بمصرَعِكَ البلادُ فأرجفتْ، وتَواتَرَ التّصديقُ والتّكذيبُ
وبكَى لرُزئِكَ صَعبُها وذَلُولُها، وشكا لفقدكَ شاتُها والذيبُ
تبكي العتاقُ، إذا نعتكَ عواتقٌ، ويَحِنّ بَينَكَ إذْ أبانَ النُّوبُ
فجعتْ بك الدنيا، فلا وجهُ العُلى طليقٌ، ولا صدرُ الزّمانِ رحيبُ

إذ أنتَ في يومِ الجلادِ على العِدى

يا شمسَ أفقٍ لم يكنْ من قبلِها للشمسِ في طيّ الصعيدِ غروبُ
إنْ غيبتْ تلكَ المحاسنُ في الثرى فجميلُن ذكركَ في البلادِ يجوبُ
حزتَ المحامدَ بالمكارمِ ميتاً، فغَدا لكَ التأبينُ لا التأنيبُ
فابشرْ، فإنكَ بالثناءِ مخلدٌ، ما غابَ إلاّ شخصُكَ المحجوبُ
حيّا الحيا جدثاً حللتَ بتربِه، حتّى تعطرَ نشره، فيطيبُ
لا زالَ تبكيهِ عيونَ سحائبٍ، للبرقِ في حافاتِهنّ لهيبُ
تهمي عليهِ للسحابِ مدامعٌ، فتشقّ فيهِ للشقيقِ جيوبُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (صفي الدين الحلي) .

رسائلُ صدقِ إخوانِ الصفاءِ،

دَقّ شَوّالُ في قَفَا رَمضانِ،

أَبدِ سَنا وَجهِكَ مِن حِجابِه،

أضربتَ صفحاً إذ أتتكَ صحيفتي،

ربّ أنعمتَ في المديدِ من العمـ


مشكاة أسفل ٢