فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فلتة ٌ كان منك عن غيرِ قصدِ، | يا أبا بكرَ عَقدُ بَيعَة ِ وُدّي |
فلهذا، إذا تقادمَ عهدُ | بيننا حُلتَ عن وَفائي وعَهدِي |
يا سميّ الصديقِ، ما كنتَ في صـ | دّك إلاّ مُصَدِّقاً قولَ ضِدّي |
أنتَ ألزمتني بأخلاقكَ الغُـ | ـرّ وَداداً في حالِ قُربي وبُعدي |
ثمّ قاسمتني، فعندكَ قلبي | حينَ فارقتَني، وذكرُك عندي |
كلَّ يومٍ أقولُ: قد قال مولايَ، | وما قلتُ ساعة ً: قال عَبدي |
يا نديمي، إذا تفردَ بي الفكـ | ـرُ، ويا مُؤنسِي، إذا كنتُ وحدي |
أنتَ تدري ما كان بعدَك حالي، | فتُرى كيفَ كان حالُكَ بعدي؟ |
هل تُقاسي الحنينَ مثلي، وهل تحـ | ـمِلُ شَوقِي، وهل تكابدُ وَجدي |
فتُرى لِمْ قطَعتَ كُتبي وقطَّعْـ | ـتَ حِبالَ الوَفا بإخلافِ وعدي |
لاكتابٌ به ابتدأتَ، ولا ردُّ | جَوابٍ، ولو بحَبّة ِ وَرْدِ |
ويكَ أنَّى لكَ الجُزارة ُ والحُمـ | ـقُ؟ أجبني، وأنتَ في ذاك جندي |
أنا أولى بها لعِدّة ِ أقسا | مٍ جِسامٍ لكن أُسِرُّ وتُبدي |
ما سَرايا أبي، وما ابنُ أبي القا | سم عمّي، وما مَحاسنُ جَدّي |
كما قيلَ يقولُ: تَدبيرُ قَيسِ الـ | ـرّأيِ دوني وبأسُ عمرو بن غير |
َ أنّي مُذ أطلَقَتْ نُوَبُ الأ | يّامِ حدّي ما جُزتُ بالحمقِ حدّي |
بل تعودتُ أن أصغرَ قدري، | لصديقي، ولا أُصعرَ خدّي |
فلَئِنْ كان منكَ ذلكَ بالقَصدِ، | ولم تَخشَ من صَواعقِ رَعدي |
لا أُجازيكَ بالإهانَة ِ والسّـ | ـبّ، ولكن جزاك يا نَحسُ عندي |