سَلبَتنا فَواتكُ اللّفَتاتِ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سَلبَتنا فَواتكُ اللّفَتاتِ، | إذ سَبَقنا بالخَيفِ كلّ فَتاة ِ |
فجهلنا الهوى ، ولم ندرِ أنّ الأُ | سد تغدو فرائسَ الغاداتِ |
بجفونٍ، لها فُتورُ ذوي السّكـ | ـرِ على ضعفِها وفتكُ الصحاة ِ |
وعيونٍ في لحظهنّ سُكونٌ، | هوَ في الفَتكِ أسرَعُ الحَرَكاتِ |
قلْ لذاتِ الجمالِ إذ رمتُ إنجا | زَ عِداتي، فأصبَحتْ من عِداتي |
يا شبيهَ القناةش قداً وليناً، | إنّ ليلي في طولِ ظلّ القناة ِ |
بعدما كانَ من وصالك في الغمـ | ـضِ قصيراً، شبيهَ ظِفرِ القَطاة ِ |
ودياري ما بينَ دجلة والصّيـ | رَة ِ، لا بينَ دجلة َ والصراة |
وورودي من عَينِ دجلَة َ والفِر | دَوسِ، لا نهرِ بنّة ٍ والفُراة ِ |
بينَ قومٍ لستُ الملومَ، إذا أذ | هبتُ نفسي عليهمُ حسراتِ |
وارتشافي من خَمرِ فيكِ وقَلبي | آمنٌ من طوارقِ الحادثاتِ |
لستُ أخشَى مع رشفِ فيكِ من الحتـ | ـفِ لأنّي وردتُ عينَ الحياة ِ |
من فَمٍ ما رشَفتُ، قبلَ ثَنايا | هُ، جُماناً مُنَضَّداً في لِثاتِ |
لا أرى غيرَ فيكِ أجدرَ بالتقـ | بيلِ، إلاّ أكفَّ قاضي القضاة ِ |
ذي المعالي فتى المهذب شمس الدّ | ينَ ربّ المَناقبِ الباهراتِ |
حاكِمٍ رأيُهُ، إذا أُشكِلَ الأمـ | ـرُ، سِراجٌ في ظِلمة ِ المُشكِلاتِ |
ذو علومٍ، إذا تلاطمَ موجُ الشـ | ـكّ كانتْ للخصمِ سفنَ النجاة ش |
لو أعارَ الظلامَ أخلاقَه الغـ | ـرّ لأغنَتْ به عن النّيّراتِ |
قرنتْ كفَّهُ الإجادة َ بالجو | دِ، وحُسنَ الخِلالِ بالحَسناتِ |
كلما جمعتْ شمائلهُ الفضـ | ـلَ تَداعَتْ أموالُهُ بالشّتاتِ |
ذو يراعٍ يبدي إذا أمطرَ الطر | سُ رياضاً أنيقة َ الزهراتِ |
بمَعانٍ تُضيءُ في ظُلمة ِ الحِبـ | ـرِ شيبة َ الكَواكِبِ الزّاهراتِ |
أخبرتنا عذوبة ُ اللفظِ منها | أنّ عَينَ الحَياة ِ في الظّلماتِ |
أيها المرسلُ الي آمنَ النا | سُ بآياتِ فَضلِهِ البيّناتِ |
كم صِيامٍ قَرنَتَهُ بقيامٍ، | وصلاة ٍ وصلتها بصلاتِ |
ومَساعٍ قد أُشرِكَ الملكُ الصّا | لحُ في باقياتِها الصّالحاتِ |
فقصدتَ البيتَ الحرامَ، فأقصد | تَ بسَهمِ الرّدي قُلوبَ العُداة ِ |
ولكمْ قد حرمتَ في يومِ أحرمـ | ـتَ لذيذَ الكرى عيونَ البغاة ِ |
ثمّ لبيتَ منعماً، حينَ لبيـ | ـتَ، نِدا مَن دَعاكَ للمَكرُماتِ |
وتقدمتَ للطوافِ فأطفأ | تَ لهيبَ الهمومِ بالخطواتِ |
واستلمتَ الركنَ العتيقَ فأسلمـ | ـتَ قلوبَ العُداة ِ للحَسراتِ |
وسعيتَ الركنَ العتيقَ فأسلمـ | جُزتَ في المَكرُماتِ سَعيَ السّعاة ِ |
ولكم قد قصرتَ ساعة َ قصرْ | تَ على الخوفِ أنفساً قاصراتِ |
ومنى النفسِ في نزولِ منًى نلـ | ـتَ برغمِ الأعداءِ والشماتِ |
ورميتَ الجمارَ في كبدِ الأعـ | ـداءِ، لمّا رَمَيتَ بالجَمَراتِ |
ولكم قد أفضتَ من فيضِ إنعا | مكَ، لمّا أفضتَ من عرفاتِ |
ورأيتَ الثناءَ أبقَى من المال | لِ، فغادرتَهُ هباً بالهباتِ |
إنّما الطّيبّاتُ للطّيبينَ الـ | ـأصلِ، والطيبونَ للطيباتِ |
لا تسمنا قضاءَ حقّك بالأشـ | ـعارِ، يا كاملَ الصَّفا والصِّفاتِ |
لو نظمنا النجومَ فيكَ عقوداً، | ما قضينا حقوقكَ الواجبتِ |