سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سوى حسنِ وجهكَ لم يحلُ لي، | وغيرُكَ في القَلبِ لم يَحلُلِ |
فكيفَ سلوي وَلي طينة ٌ | على غيرِ حبكَ لم تجبلِ |
أتَزعُمُ أنّي أُطيعُ الوُشاة َ، | وأُصغي إلى عَذَلِ العُذّلِ |
لقد نصلَ الدهرُ صبغَ الشباب، | وصبغُ المحبة ِ لم ينصلِ |
عجبتُ لقدّكَ مع لينِهِ | يرينا اعتدالاص، ولم يعدلِ |
يلينث، وفي فتكهِ قسوة ٌ، | وذلكَ شأنُ القَنا الذُّبَّلِ |
وعيناكَ قد فوقتْ أسهماً، | فمَنْ دَلّهنّ على مقتَلي |
وخدكَ موقدة ٌ نارهُ، | وقلبي بجذوتها يصطلي |
أيا ماطِلاً لوُعودِ الوصالِ، | ووَعدُ تَجافيهِ لم يَمطُلِ |
بَخِلْتَ، وقد حُزتَ مُلك الجمال، | ومَن مَلكَ الملكَ لم يَبخَلِ |
فهَلاَّ تعلّمتَ فضلَ السّماحِ | من راحة ِ الملكِ الأفضلِ |
مليكٌ، إذا هطلتْ كفهُ، | تصاغرَ قدرُ الحيا المسبلِ |
يشيدُ العلى باليراعِ القصير، | ويَفخَرُ بالطّرَفِ الأطولِ |
بهِ أصبَحَ المُلكُ في مَعقِلِ | وفي السّلمِ ذا الخُلُقِ الأسهَلِ |
أخَفُّ إلى الحَرْبِ من ذابِلٍ، | وأثقَلُ في الحِلمِ من يَذبُلِ |
يُضيءُ لَنا في ظَلامِ الخطوب | ويشرقُ في حندسِ القسطلِ |
فسيلُ عطاياه للمجتدي، | ونورُ محياهُ لملجتلي |
يُرَمّلُ بالدّمِ شِلْوَ الكَميّ، | ويَحنو على البائِسِ المُرمِلِ |
مَناقبُ مَعروفُها تالِدٌ، | مُحَمّدُ أورَثها من علي |
إلى آلِ أيّوبَ يُعزَى الفَخارُ، | في كلّ ماضٍ ومستقبلٍ |
ملوكٌ لهمْ شرَفٌ آخرٌ، | يُخَبّرُ عن شَرفٍ أوّلِ |
يَنُمُّ بهمْ جُودُهمْ مثلَما | تنمُّ الرياحُ على المندلِ |
حَباكَ المُؤيَّدُ تأييدَهُ، | كذا همة ُ الليثِ في الأشبلِ |
ولولا وجودُكَ كانَ السّماحُ | تحتَ الصفائحِ والجندلِ |
فقلبي بإحسانكمْ فارغٌ، | وكفي بإنعامكم ممتلي |
سَمحتَ ابتداءً، ولم أمتَدحْ، | وأنعمتَ عفواً، ولم أسألِ |
ووالَيتَ بِرّكَ حتى رَحَلتُ | حياءً، ولولاه لم أرحلِ |
ولو شِئتُ نَهضي إلى قَصدِكم، | لخففتُ عن ظهريَ المثقلِ |
فأهمَلتُ واجبَ سَعيي إليك، | وما كنتُ عندكَ بالمُهمَلِ |
وكَفّرتُ عن زَلّة ِ الانقِطاعِ | بأحسَنِ من كانَ في مَنزلي |
فأرسَلتُهُ راجِياً أنّهُ | يمحصُ عن زلة ِ المرسلِ |
فإنْ لاحَظَتَهُ عيونُ الرّضَى | لَكَ الفَضلُ في ذاكَ والفَخرُ لي |
وإن لم يكنْ غاية ً في الجمال، | وبدرُ معانيهِ لم يكمَلِ |
فإنّ لهُ غاية ً في الذكاء | ولُطفَ البَديهَة ِ والمِقوَلِ |
وبكرٍ خدمتُ بها عاجلاً، | وسيَفُ القَريحَة ِ لم يُصقَلِ |
أرومُ إقامَة َ عذري بها، | وأُثني على فَضلِكَ الأكمَلِ |
ومثلُكَ مَن قَبِلَ الاعتذارَ، | وصدّقَ قول المحبّ الوَلي |
فَواضُعفَ حَظّي وفوتَ المُنى ، | إذا كانَ عذريَ لم يقبلِ |