لا عَبدَ يُغني عَنهُ ولا وَلَدُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا عَبدَ يُغني عَنهُ ولا وَلَدُ، | ما كلّ عبدٍ عليهِ يعتمدُ |
ولا سليلٌ يسرهُ تلفي، | كناضحٍ في رضايَ يجتهدُ |
ذا يتمنّى فقدي لكيْ يجدَ الـ | ـمالَ، وهذا لحُزنِهِ يَجِدُ |
رَبيبُ بَيتي، بل رَبّ نِعمَتِه، | ومن بهِ في الأمورِ أعتضدُ |
يسعى لنفعي بالطبعِ منهُ، ولا | يقصرُ في فعلهِ ويضطهدُ |
قد يَقطَعُ الصّارِمُ المُهَنّدُ بالطّبـ | ـعِ ويمضي برغمهِ الوتدُ |
وهو القويّ الأمينُ إن عرضتْ | لي أزمَة ٌ كانَ منهُ لي مَدَدُ |
مَنظَرُهُ صالحٌ، ومَخبرُهُ، | فالبدرُ في بردتيهِ، والأسدُ |
كان لساناً لي ناطقاً، ويداً | طُولَى ، وظَهراً إلَيهِ أستَنِدُ |
لم تكُ لي دارُ مية ٍ عرضاً، | إذ ليَ منهُ العَلياءُ والسّنَدُ |
كفلتهُ يافعاً، فكنتُ لهُ | كالوالدِ البر، وهوَ لي ولدُ |
معتقداً فيهِ ماتحققَ لي | من ودهِ وهوَ فيذ معتقدُ |
فقدتهُ، فارتضيتُ همتهُ، | والنّاسُ مثلُ النُّضارِ تُنتَقَدُ |
وظلتُ أغذوهُ بالعُلومِ، وما | يَزينُهُ، وهوَ فيهِ مُجتَهِدُ |
فجاءَ مستعذبَ الخلائقِ واللفـ | ـظِ، ومصباحُ فهمهِ يقدُ |
مهذبُ اللفظِ، ما بمنطقهِ | زَيغٌ، ولا في خِلالِهِ أوَدُ |
يُعرِبُ ألفاظَهُ، فيَنفُثُ في | سحرِ المعاني، وما بها عقدُ |
إن خطّ طرساً، فالدرّ منتظمُ، | أو قالَ لَفظاً، فجَوهَرٌ بَدَدُ |
لله قَلبٌ رَثّت عَلائِقُه | به، وأثوابُ حزنهِ جددُ |
قطَعتُ من غَيرِهِ الرّجاءَ فَما | وَجَدتُ مِثلاً لهُ، ولا أجِدُ |