يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي، | وضاعَ حقيَ بينَ العذرِ والعذلِ |
فقلتُ مع قلة ِ الأنصارِ والخولِ: | لو كنتُ مِن مازِنٍ لم تَستَبِحْ إبِلي |
بَنو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ بنِ شَيبانا | |
لو أنّني برُعاة ِ العُربِ مُقترِنُ، | لهمْ نَزيلٌ، ولي في حَيّهِمْ سَكَنُ |
ومسني في حمَى أبنائهمْ حزنُ، | إذنْ لقامَ بنصري معشرٌ خشنُ |
عندَ الحفيظة ِ إنْ ذو لوثة ٍ لانا | |
لله قَومي الأُولى صانوا مَنازِلَهمْ | عن الخطوبِ، كما أفنوا منازلهمُ |
لا تجسرُ الأسدُ أن تغشَى مناهلهم، | قومٌ، إذا الشرّ أبدى ناجذيهِ لهمُ |
طاروا إليهِ زرافاتٍ ووحدانا | |
قومٌ، نجيعُ دمِ الأبطالِ مشربهم، | ورنة ُ البيضِ في الهاماتِ تطربهم |
إذا دعاهم لحربٍ من يجربهمْ، | لا يسألون أخاهمْ حينَ يندبُهم |
في النائباتِ على ما قالَ برهانا | |
فاليومَ قومي الذي أرجو بهمْ مددي | لأستطيلَ إلى ما لمْ تنلهُ يدي |
تخونني مع وفورِ الخيلِ والعددِ، | لكنّ قَومي، وإن كانوا ذوي عَدَدِ |
لَيسوا منَ الشّر في شيءٍ، وإنْ هانا | |
يولونَ جاني الأسى عفواً ومعذرة ً | كعاجزٍ لم يطقْ في الحكمِ مقدرة ً |
فإنْ رأوا حالة ً في الناسِ منكرة ً، | يَجزُونَ من ظُلمِ أهلِ الظّلم مغفرَة ً |
ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانا | |
كُلٌّ يَدِلّ على الباري بِعفّتِهِ، | ويستكفُّ أذى الجاني برأفتِهِ |
ويحسِبُ الأرضَ تَشكو ثِقلَ مَشيَتِه، | كأنّ ربكَ لم يخلقْ لخشيتِهِ |
سِواهُمُ من جَميعِ الخَلقِ إنسانا | |
لو قابَلوا كلّ أقوامٍ بما كَسَبوا، | ما راعَ سربهمُ عجمٌ ولا عربُ |
بل ارتَضَوا بصَفاءِ العَيشِ واحتَجبوا، | فلَيتَ لي بِهمُ قوماً، إذا رَكِبُوا |
شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانا |