أرشيف الشعر العربي

يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،

يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي، وضاعَ حقيَ بينَ العذرِ والعذلِ
فقلتُ مع قلة ِ الأنصارِ والخولِ: لو كنتُ مِن مازِنٍ لم تَستَبِحْ إبِلي

بَنو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ بنِ شَيبانا

لو أنّني برُعاة ِ العُربِ مُقترِنُ، لهمْ نَزيلٌ، ولي في حَيّهِمْ سَكَنُ
ومسني في حمَى أبنائهمْ حزنُ، إذنْ لقامَ بنصري معشرٌ خشنُ

عندَ الحفيظة ِ إنْ ذو لوثة ٍ لانا

لله قَومي الأُولى صانوا مَنازِلَهمْ عن الخطوبِ، كما أفنوا منازلهمُ
لا تجسرُ الأسدُ أن تغشَى مناهلهم، قومٌ، إذا الشرّ أبدى ناجذيهِ لهمُ

طاروا إليهِ زرافاتٍ ووحدانا

قومٌ، نجيعُ دمِ الأبطالِ مشربهم، ورنة ُ البيضِ في الهاماتِ تطربهم
إذا دعاهم لحربٍ من يجربهمْ، لا يسألون أخاهمْ حينَ يندبُهم

في النائباتِ على ما قالَ برهانا

فاليومَ قومي الذي أرجو بهمْ مددي لأستطيلَ إلى ما لمْ تنلهُ يدي
تخونني مع وفورِ الخيلِ والعددِ، لكنّ قَومي، وإن كانوا ذوي عَدَدِ

لَيسوا منَ الشّر في شيءٍ، وإنْ هانا

يولونَ جاني الأسى عفواً ومعذرة ً كعاجزٍ لم يطقْ في الحكمِ مقدرة ً
فإنْ رأوا حالة ً في الناسِ منكرة ً، يَجزُونَ من ظُلمِ أهلِ الظّلم مغفرَة ً

ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانا

كُلٌّ يَدِلّ على الباري بِعفّتِهِ، ويستكفُّ أذى الجاني برأفتِهِ
ويحسِبُ الأرضَ تَشكو ثِقلَ مَشيَتِه، كأنّ ربكَ لم يخلقْ لخشيتِهِ

سِواهُمُ من جَميعِ الخَلقِ إنسانا

لو قابَلوا كلّ أقوامٍ بما كَسَبوا، ما راعَ سربهمُ عجمٌ ولا عربُ
بل ارتَضَوا بصَفاءِ العَيشِ واحتَجبوا، فلَيتَ لي بِهمُ قوماً، إذا رَكِبُوا

شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (صفي الدين الحلي) .

وعودتني منكَ الجميلَ، فغن يكنْ

ما دامَ جريُ الفلكِ الدائرِ،

رَعَى اللَّهُ مَن لم يَرْعَ لي حقّ صُحبَة ٍ،

بلغي الأحبابَ يا

حالي وحالُكَ كالهِلالِ وشَمسِهِ،


المرئيات-١