بينَ النقا ولعلعِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بينَ النقا ولعلعِ | ظِباءُ ذاتِ الأجرعِ |
تَرعَى بها في خَمَرٍ | خَمَائِلاً وَتَرْتَعي |
ما طَلَعَتْ أهِلّة ٌ | بِأُفقِ ذَاكَ المَطلَعِ |
إلاَّ ودِدْتُ أنَّها | منْ حذرٍ لمْ تطلعِ |
ولا بَدَتْ لامعة ٌ | من بَرْقِ ذاكَ اليَرمَعِ |
إلاَّ اشتهيتُ أنَّها | لما بنا لمْ تلمعِ |
يا دَمْعَتي فانسكبي، | يا مُقلتي لا تُقلِعي |
يا زَفرَتي خُذْ صُعُداً، | يا كبدي تصدَّعي |
وأنتَ يا حاديَ اتئد، | فالنّارُ بينَ أضلُعي |
قد فَنِيتَ ممّا جرَى | خوْفَ الفِرَاقِ أدمُعي |
حتّى إذا حَلّ النّوَى | لم تَلقَ عيناً تَدمعِ |
فارحَل إلى وادي اللّوَى ، | مرتعهم ومصرعي |
إنَّ بهِ أحبتي | عند ياهِ الأجرعِ |
ونادِهم: مَن لِفتًى | ذي لوعَة ٍ مُودِّعِ |
رَمَتْ بِهِ أشجانُهُ | بَهماءَ رسمٍ بَلقَعِ |
يا قمراً تحتَ دجى ً | خُذْ منهُ شيئاً ودَعِ |
وَزَوّديهِ نَظْرَة ً | من خلْفِ ذاكَ البُرقُعِ |
لأنَّهُ يضعفُ عنْ | دركِ الجمالِ الأروعِ |
أوْ عَلّلِيهِ بالمُنى | عَساه يَحيَا ويَعِي |
ما هُوَ إلاّ مَيّتٌ | بينَ النَّقا ولعلعِ |
فَمُتُّ يَأْساً وأسًى | كما أنا في موضعي |
ما صدقتْ ريحُ الصَّبا | حينَ أتتْ بالخدعِ |
قدْ تكذبُ الريحُ إذا | تُسمِعُ ما لم تَسمَعِ |